لا أضع مسدسا في جيب قصائدي/ بقلم:المصطفى المحبوب (المغرب) .

لا أضع مسدسا في جيب قصائدي…

دائما كنت اقول لأصدقائي
لا يمكن أن
أضع مسدسا إلى جانب قصائدي
أعرف جيدا
أنهما لا يلتقيان …
أعرف أن لكل واحد منهما
حسابه البنكي الخاص
ملابسه التي يرتديها أمام الزبناء
نظاراته التي تخيف أو تسر الناظرين ..

اعرف الألوان التي تجعلني أميز
بين دخان المسدس ودخان الكلمات ..
وأعرف أيضا أن
المسدس يرتاب من الشعر
يحاول تجنب البنايات
التي فكرت منذ البداية
في اعمدة الإسمنت الشعري ..
بل يهاب قوة كلمات نمت
وسط الإستعارات والجمال
وسط بيت تعانقه مكتبة ..

لم يحدث يوما
أن مسكت بيدي مسدسا
ربما لم أفكر في ذلك ،
ربما كنت مشغولا
بكتابة رسائل الغرام ..
بقراءة رسائل جبران خليل جبران
بتفصيل لباس جميل للعزلة
باستدارة نهد يستحق الإحترام …

لم أكن مضطرا
لحشو جيبي بالرصاص
لأن هذا سيجعلني أتهرب
من لقاء نهارات انتظرت نهاية محنتي
من تقبيل سحابة غازلتني يوما ما ..
من فك حبل أرهق معصم قصائدي ..
لم أكن مضطرا لذلك ،
لأن هذا سيجبرني
على التجوال ليلا
مختفيا عن أعين
الشرطة والمخبرين..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!