رواق الشعر

مِن أَينَ أَبتَدِئُ القَصِيدَةَ واليَرَاعُ يَقُضُّ نَومَ الصَّفحَةِ البَيضَاءِ يُفضِي لِلسُّطُورِ فَلا يَنِزُّ سِوَى حُرُوفٍ مِن أَنِينْ . مِن أَينَ أَبتَدِئُ القَصِيدَةَ والجِرَاحُ تُخَضِّبُ الأَورَاقَ، يَندَاحُ الأَسَى عِندَ الصَّبَاحِ وحِينَ يَفتَرِشُ المَسَاءُ قَصِيدَةً مَنفِيَّةً يُغتَالُ حُلمٌ بَعدَ حُلمٍ فِي سَرِيرِ مُعَذَّبٍ بِاليَاسَمِينْ . يا شِعرُ قَد أَشقَيتَنِي وظَمِئتُ يَا مَا قَد ظَمِئتُ فَلَم تَمُدَّ يَداً بِكَأسٍ مِن حَلِيبِ الشَّمسِ، لَم …

ما أجملَ الجوّ كان الضوء منتعشا يقدّسُ الماء حُبّا و ابتهالاتِ و في يديكِ أهازيجٌ تغازلني لكي تُثير صهيل الشعر في ذاتي على غرامك هذا القلب معتكفٌ وفي عيونكِ لا أُحصي افتتاناتي تجذّرت في حياتي جذع أمنية حتى تفرّع منها غصنُ مأساتي أكاد أنفضّ أنهارا فيا شغفي على الذي طار في كفّ المداءاتِ ها أنتِ يا ذبذبات الروح في جسدي …

  لَا شَمّعةً مُضَاءَةً وَلَا وَرّدَة وَيَنّتَهِي عِشّقُ الوُرُود شَمّعَةٌ هَامِدٌةٌ عَلَىْ نَافِذَة فِي هُوّةِ المَوْتِ مُنْتَهَاهُا أكَالِيلُ الزُّهُوُّرِ عَنْ بَتْلاتِها تَخَلَت أَلْقَت بنَفْسَهُا بَيّنَ ذِراعَيْن القَصَائِدُ فِي وَدَاعِهَا الأَخِيّر إحتَجَبتِ خَلّفَ حَرّفٍ وجِفّن الكَلِمَاتُ فَاتِرَة الجُفُّون تُحْيِي بذاتها ابْتِهَالاتٍ وذِكْرَى تَكتُبُ بالصُّوَر سُكُوتٍ عَمِيقْ مَا أَبَاحَ الْفَنُّ مِنْ صُوَرِ وَمِنْ تَصّوِير الصُّوَر إنّفِجَار سُوُّبَر نُوفَا بَدَا بدَقَائِقٌ وَحَقَائِقٌ كُبّرَى الْفُنُونِ تَوَحَّدَتْ صُوَرَةٌ …

نزَفَ (العَندَلِيبُ) في القَلبِ: (جَبَّار…) وأَوحَى إِليَّ أَنْ لا أَهوَى! حِينَها كُنتِ في احتِمالِ النَّدَى غاوِيَةً، في يَقينِهِ كُنتُ أَغوَى… مَسَّني مِنكِ ما… فأَسقَطتُ نَردِي ودخَلتُ الضبابَ باسمِكِ صَحوَا وارتَضَيتُ البلادَ وهيَ شَقاءٌ لِتَرَي كَم أنا معَ الحُبِّ أَقوَى وتَظَلَّلتُ بالخَيالِ ولَمَّا يَتَنَزَّلْ هَوَاكِ مَنًّا وسَلوَى كَم فَوَاتٍ قَبلَ القِطارِ اعتَرَانِي وانتِظارٍ ولَيسَ ثَمَّةَ جَدوَى.. لَيسَ لي والحنينُ مَدٌّ وجَزرٌ …

  يا أَيُّها اليَمَنيُّ، لم يُعهَدْ مَدَى الـتاريخِ في يَمَنِ الإِبَا مَا نَشْهَدُ مُتْ دُونَ ذُلِّكَ، إِنَّما لا تَحْنِ رأْسَكَ لِلوَرَى أَبَدًا، ولو بِكَ أَوقَدُوا مَوتُ الكَريمِ بِعِزَّةٍ أَغلَى له مِن عَيشِ ذُلٍّ في نَعيمٍ يُسْعِدُ ثُرْ رَافضًا عَيشَ المَهانَةِ والأَسَى ثُرْ دُونَ حَقِّكَ، واقتَلِعْ مَن أَفسَدُوا لا تَخْشَ مِنْهُم، ما طَفَا إِلَّا الغُثَا ولَسَوفُ تَعلَمُ ذُلَّهُم إِذْ تُرعِدُ ما …

على بِساطِ مَجازاتي وأخيلتي أتيتُ أقرأُ في عينيكِ أسئلتي بيتٌ مِن الشِّعرِ يأويني إذا نزحت نحوي طيوفُكِ يا حُلمي وأمنيتي ولستُ (كالمُتنبي) أبتغي كرماً مِن سيدِ القومِ حال الضيقِ والسِعةِ ولستُ (كالملكِ الضِّلّيلِ) مُمتطياً مُهرَ الضلالِ فأخلاقي مُظَلّلتي ولستُ مثل(رهين المحبسينِ) أنَا نهرٌ مِن الضوءِ في فِعلي وفعللتي إذا بقلبكِ شكٌ مِن غرابتِها : إني أحبُكِ، هذي كلُّ فلسفتي!! مازلتُ …

وقــفتُ  أمــامَ عــينيها الــرقيقةْ بــصمتٍ دامَ أكــثرَ مــن دقــيقةْ أحـــدِّقُ  بــاحــترامٍ وَ يْــكَــأني أطــوفُ شــوارعَ القدسِ العتيقةْ فــــأدّيــتُ  الــتــحيةَ بــاحــترامٍ كــجنديٍّ مــن الــدولٍ الــعريقةْ مــخاطبةُ الــجمالِ لــها طقوسٌ وأفــضلها يــكونُ عــلى السليقةْ فــفي العــينين أســرارٌ حــيارى تــنــاديني  لأكــتــشفَ الــحقيقةْ لــمحتُ بــعمقها أســرارَ عشقٍ فــأبــدتْ لــي تــفاصيلاً دقــيقةْ ذهــبتُ مــع الــخيالِ إلــى بعيدٍ وراءَ  الــغــيمِ وديـــانٌ ســحيقةْ لــعبقرَ فــي بــلادِ الجنِّ …

أقارع وقتا هاربا وأصارعه وليس بأحلى رغم بطشي مضارعه ولستُ سوى حيٍّ حقيقته الردى! ترافقه حتى الرحيل مواجعه تزيدُ إذا ازداد الخفيُّ تكشّفا فما نحن إلا للزمان تدافعه ولستُ الذي سنَّ العذابَ على الورى! وماحيلتي إلا اصطبارٌ أصانعه!! ولستُ لجوجا مستفِزا مكارها ألوذ بقلبي إنْ تخفّت دوافعه ولستُ الذي يثني مع الريح جذعه أمَدُّ رسوخا لا تميل فوارعه ورغم امتشاقي …

وتـــــدور مـــثــل حــمــامـةٍ بــيـضـاءَ يـرعـشـهـا الـمـطـر وجــــهٌ ســمــاويٌّ وطــــرفٌ أحــــــــورٌ وفـــــــمٌ أغـــــــرّ كـانـت بـمـا يـحـويه مـلبسُها الأنــــــاقـــــةَ والــــخَــــفَـــر تَـــنُّـــورةٌ تـــبــدو كــزنـبـقـةٍ تَــــــنَــــــدَّتْ بـــالـــسَّـــحَـــر كـــــان الــرَّصـيـفُ كــقــارِبٍ وأنــــا الــنــوارس والــجُــزُر وهـــــي احْـــتــلامُ الــمــوج والــحـلُـمُ الـمـرصَّـع بــالـدُّرر وبــــدا الــرَّصـيـفُ كــذاهــلٍ مـــن غــيـر مــا خـمـرٍ سَـكِـر كـــــادت لــواعِــجـهُ تــبــوح بـــمـــا بِــجَـنْـبـيـهِ اســتــتـر وأكـــــاد أســمــعـه يــقــولُ: “بــلــى؛ لــقــد مـــرَّتْ زُمَـــر لــكــنــهـم مَـــــــرُّوا ومـــــــا تــركــوا …

كُنَفْلُوسَ سُبْحانَ رَبِّي اصْطَفاها بِفَضْلِ    الْإِلهِ      كَفاها    عُلاها فَجَنَّاتُ    وَرْدٍ     تَراها      بِعَينٍ وَعَينٌ بَكَتْ  هَلْ  قَريبٌ    لِقاها على طُولِ   دَرْبٍ   زُهُورٌ  وَعَطْرٌ صُخُورٌ    بِعُشْبٍ    إلى   مُنْتَهاها وَأَشْجارُ   لَوْزٍ    كَفُسْتانِ   عُرْسٍ فَوَرْدِيُّ    لَوْنٍ     زُهُوراً     كَساها بَساتينُ     فيها     عَناقيدُ    كَرْمٍ ففي   كُلِّ   صَوْبٍ   جَليَّاً    تَراها نَهارٌ     سَعيدٌ      وَلَيلٌ      لَطيفٌ فَأَلْحانُ   طَيْرٍ     شِفاءٌ    صَداها فَحِجْلانُ  غَنَّتْ   بِكُلِّ     الْمَعاني كُنَفْلُوسَ  مَهْدٌ  لها  عَنْ   سِواها …

حـدثـيـني بـــلا عـجـب عـن هـوانا الـذي نـضب عــن شـجـون نـسـجتِها فـوق صدري من اللهب وعــــن الـقـبـلـة الــتـي أثـمـلـت كـرمـة الـعـنب فـــأنــا يـــــا حـبـيـبـتي مـنذ عقدين في شجب مـنـذ غـربت عـن فمـي فـتـنة الـعـشق؛ والأدب لــــم أجــــد أي حـيـلـة أقـتـفـيها إلــى الـطـرب فــخــيــالـي مـــجــنــح فــي فـضاءاتك اغترب وفــــــــؤادي مـــعــلــق بـيـن نـهـديك والـركـب كــلـمـا ســــرت نــحـوه ردني الخوف من رجب لا تــلــومــي …

ضاقت بنا الرحاب فلبستُ ثوب الآمال وعزمتُ الرحيل على أجنحة الخيال لعالم الأمنيات والغد المنشود المقبل . أيامٌ مُرَةٌ مرت وفاض نهر سوادها بأيامنا فمسحتَ نوائبها بيض الليالي وكل ما نلنا من خيرٍ أضحى بيومٍ غادرٍ زائلاً من الماضي أُعللُّ النفسَ بطيب الأماني علَّها تمحو ماسلفَ من سالف الزمان فاستقبلتني الأيام مبتسمةً ومسحت بطرف يدها أدمعي وربَّتّ بحنو أمٍ على …