مِزمارُ الغَريب / شعر : الشاعر الأردني علي الفاعوري

وَحْدي
وتَمْتَدُّ السَّماءُ
أمَامي
أتَقاسَمُ الصَّحراءَ
مع أغْنامي
في البِدْءِ كانَ النّايُ
يَعزِفُ غُربَتي
ويَرُشُّ بِالمَطَرِ الجَميلِ
غَمَامي
ثمَّ انْتَهى حَجَراً
كأنَّ ثقوبَهُ
مَلَّتْ صَلاةَ الدَّمْعِ
في أنْغامي
كَفَرَتْ بِحُزنِ أصابعي
فكَأنَّها
فأسُ النَّبيِّ
تَعيثُ بالأصْنامِ
في دفتَرِ التأويلِ
أكتُبُ غربًتي
فلقَد نَسيتُ مَعَ الغِيابِ
كَلامي
تَرَكَتْ خُطايَ هُناكَ
أوّلَ أحرُفي
ومَشَتْ بِقلبيَ
حافِيَ الأقدامِ
والزّاجِلاتُ
الشّارِباتُ
مَدامِعي
يَرْفُضنَ أن يَحْمِلنَ
بَوحَ سَلامي
وأنا أسلِّمُ لِلنَّهارِ
حِكايَتي
وأذوبُ كَاللاشيءَ
تَحتَ ظَلامي
مُتناثِراً كالرَّملِ
فوقَ هزيمَتي
مُتكاثِراً كالنَّملِ
حَوْلَ خِيامي
مُسْتَسلِماً
لِقصيدَةٍ مَبتورةٍ
مَكسورةِ القَسَماتِ
مثلَ عِظامي
يا هذهِ الصُّورُ الّتي
عَلَّقْتُها
خوفَ السُّقوطِ
على جِدارِ مَنامي
يا حارِسَ الطُّرُقاتِ
أينَ براءَتي
يا كامِلَ النُّقصانِ
أينَ تَمامي؟
أينَ “العُيونُ الفارِسِيّةُ”
حيثُما
كانَتْ تُشيرُ
يَحُطُّ رَفُّ حَمامي
أينَ البيوتُ
تقولُ حينَ نَجوبُها
هُيّأتُ لِلآتينَ
مِنْ أرْحَامي
أين البِداياتُ الَّلواتي
عَرَفْنَني
يَقْرَأنَ في هذا الصَّقيعِ
خِتامي
أينَ المشاويرُ التي
بِجُنونِها
تَتَحَللُ النَّظَراتُ
مِن إحْرامي
لا أينَ يا تلكَ البُيوتُ
وكُلُّ ما
قدْ كانَ
صارَ بِذمّةِ الأحلامِ
لا “أينَ” تنْفَعُني
إذا غَنَّيْتُها
لا “لَيتَ” تُشْفي في العِتابِ
سِقامي
هذا الغَريبُ أنا
إذا أنْكَرْتُني
سَتَرُدُّني لِحقيقَتي
آلامي
سَيَظَلُّ مِزمارُ الغريبِ
على فَمي
حتّى يَفيقَ مِن النُّعاسِ
رُكامي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!