تائهٌ بين الأموات / بقلم : أحمد إصليح

لم تكن ليلة ك باقي اليالي كانت ليلة أكثر سوداويه أكثر دمويه إستيقظت على صوت صديقي لقد كان ملطخًا بالدماء وكان الدم على هيئة بحيرةٍ تملئ المكان، سألته بلهفه مابدك؟ وماذا جرى؟ من أين كل هذه الدماء؟
قال لي :كُنتُ اتشاجر مع أخي، وقفتُ مُتصلبًا في منتصف الغرفة لا أعلم ماذا أقول له هل أقول له بأن أخاه قد توفيَ منذُ ستة أشهر وأنه تَوفى بعده بعدت أسابيع، رجعتُ إلى غرفتي وأكملتُ نومي  في الصباح كنت واقفًا على باب البيت فرأيتُ عجوزًا بالثمانين من عمره جالسًا على قارعة الطريق ذهبتُ إليه وقلت له :من يسكن هذا البيت؟
قال لي :أتستخف بي، عن أي بيتٍ تتكلم أم أنك تسمي هذا الحطام بالبيت!
نظرت إلى البيت فلم أجده ورأيتُ حطامًا يملئ المكان في تلك الأثناء رجف قلبي وارتعش جسدي.
قال لي العجوز مابك يا بني؟ قلت له :لا شيء يا عم أكمل حديثك عن حطام هذا البيت
قال لي: لقد كان يسكن هنا شابان بالعشرين من عمرهما وفي إحدى اليالي بعد منتصف الليل سمعنا أصواتً تتعالى وصرخاتٍ تملأت المكان فذهبنا لنرى ما الذي يحدث وجدناهما غارقان بالدماء ولم نجد أي جرحٍ عليهما، وبعد عدة أيام على مرور الحادثه بعد منتصف الليل سمعنا صوت وقوع البيت خرجنا لنرى فلم نجد سوى هذا الحطام، وفي كل ليلة بعد منتصف الليل نسمع أصواتً تخرج من بين الركام وفي الصباح نرى بأن الركام تحرك من مكانه.
نظرتُ إلى البيت فوجدته كما كان ولم أرى أي أثرٍ للحطام أحسستُ بيدٍ تربت على كتفي وسمعت العجوز يقول لي أليس انت أحد الشبان اللذان توفا داخل البيت لقد دفنتك بيدي ماذا تفعل هنا أدرت ضهري لأراه فلم أجده رجعتُ إلى البيت لأتناول القهوة مع صديقي فوجدته جالسً مع العجوز.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!