كل الحضور الذين تواجدوا أمس في حفلة توديع طيفك كانوا أشباح بيضاء ، أهدانيأحدهم باقة فل حزينة غنت اوراقها أحجية طويلة ، وموائد العشاء تتنفس إحباطاتعروس وحيدة ، أحتوت السكر والملح بصحون وهمية تكابد عبء التناقض ، أخذتنيموسيقى قديمة لمنصة رقص مهترئة وكمنجات تمطر بؤس وتر أنقطعت أخبار سرورهِ ،وأصوات المنشدين حولي طرقات قبضات منهكة فوق أبواب عاشت ذات توقيت أمل ،تقدمت خطوتين باغتني فارس وقور ، شد معصمي بعنف انجذاب ، يطلب مراقصتي وأناأتطلع لكآبة السقف الباهت ، تخليت عن حذائي ووطأت المنصة الباردة فاكتشفت بقاياحشائش وبعض حبات الرمل العالقة في أطراف ثوبي المستعار من خزانة عرافة من عالمسفلي فأخذني خوف من نفسي ، وامتثلت لدفء احتضانه وتمايلت بتخشب الجثثأتفرس في قسمات وجهه وهي تستجدي أبتسامة ود مني ، بمنتهى التردد والاضطرابهززت رأسي ، شب الحريق في وجهه نظرات غضب وامتعاض ، حاولت التشبث بعمودقريب أحمي نفسي من زلزال عم المكان وتساقط مطر من الفراشات المكسرة الأجنحة تهربمن باب خلفي ، فكرت الحاق بها وبعض مني زرع في تربة المكان بجذر غليظ يمنعنيالوقوف ، لوحت لها مودعة ، أنتهى المطر ، وانفجرت بالونات الاحتفال المضببة واجتاحالبياض أبعاد المكان بطوفان غيوم فأنتبهت لأطرافي وقد تجذرت كلها وباقة الفلالحزينة عند رأسي مازالت تغني الأحجية لكن هذه المرة معها جوقة من الملائكة .