مهولٌ فرط قولي /بقلم : الشاعرة نادية مسك

لصحيفة آفاق حرة
________________

مهولٌ صوتُ قولي لو أقولُ
وخير القول لو صهَلَتْ خيولُ

وأبلغُ ما تقولإ أذا ادلهَمّتْ
سيوفٌ حين يشتبكُ الصّليلُ

وحين أقولني أدري احتراقاً
بصدري سوف يشتعلُ الفتيلُ

أدرناها وكنا في رحاها
أسيلاً راحَ يتبعُه أسيلُ

رجالُ الله قد عقدوا وشدّوا
وإنْ قالوا تقول الحرب صولوا

ملأنا الأرضَ موتاً وامتلأنا
بغيظٍ فرْطَ غَضبَتِنا يجولُ

أباة لا يحدُّ العزْمَ حدٌّ
سروجُ خيولِهم غَضبٌ مَهولُ

فزَعْنا حينَ نادتْنا المنايا
وقلنا للسّراةِ الصّيدِ ميلوا

نعدّ لهولِها قولاً وفعلاً
ليأخذَ بالرعاديدِ الذهولُ

وهبْنا للردى ما قد وهبْنا
وأغنى القولِ ما تهَبُ العُقولُ

تشامَخْنا طوالاً واعتلينا
حدودَ الغيمِ فاحتفلَ النخيلُ

وما لانَتْ عزائمُنا وخارَتْ
ولا قالٌ يُعرقِلُنا وقِيلُ

نميلُ شراسةً إمّا عَزمْنا
وكلّ الأرضِ لو جئْنا تميلُ

تعلّمْنا الصُّدامَ وما انكسرْنا
ولو يوماً بنا تاهَ الدّليلُ

رجعْنا للحُتوفِ أشدّ عزْماً
وأمضى ليسَ يُثنينا العويلُ

فلو دارَتْ أدرناها رجالاً
ونأبى أنْ يُراودَنا الخُمولُ

بلى كنّا وما زلنا بنيها
ونأبى أنْ تسلْسِلَنا سَلولُ

فلسطينيونَ لو نطقَتْ لظاها
ستحْتفلُ المدائنُ والخليلُ

لنا مُهَجٌ سنُرْخِصها فداءً
لأرضِ اللهِ من حبّ تسيلُ

فإنّا أمّةٌ بالموت تحيا
ونحيا لو بنا سقطَ القتيلُ

وراحَتْ تحتفي بالعرس أمٌّ
ويرقصُ في جنازتِه الزميلُ

غداً تمضي الطغاةُ وليس تبقى
سوى الشهداءِ تبقى لا تزولُ

هنا ضربوا لنا في كلّ شبْر ٍ
مثالاً منه يَذهلُ مستحيلُ

هنا حفروا بصدر الأفق وشما
سيبقى بالوسامةِ يستطيلُ

فلا لنْ نشتكي فالعُرْبُ ماتَتْ
وأقعَتْ عن فعائِلها الفُحولُ

ذُبِحْنا ألفَ ألفٍ واحترَقْنا
وغزّةُ في دمِ الموتى تَهيلُ

فيا حكامَنا يا أصلَ موتي
أما يكفي التخاذلُ والعُدولُ

شعوبٌ كالغُثاءِ بلا فعالٍ
وكلّ فعالهم فعْلٌ وبيلُ

طويلٌ درْبُنا سنظلّ نمشي
وللتّحريرِ في زهوٍ نصولُ

فهذي القدسُ منْ ظلْمِ الأعادي
لنا صاحَتْ وما ركضَ الخليلُ

ألا تبّاً لأمّتِنا وتبّتْ
شعوبُ العرْبِ تحكمُها الذيولُ

لنا وعدٌ سنحفظُه وشيكاً
ويرجِعُ مجدُنا المجدُ الأثيلُ

فصبراً يا فلسطينيُّ صبراً
سيأتي يومُ تنحدرُ السّيولُ
________
الأردن – عمّان

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!