وفجأة / بقلم : محمد مزيد الوردات

رأيت الكلمات كتبًا مرتّبة ببساطتِها المدفونة في حقيبةِ مدرستي القديمة!، لقد كانت مبللة بالشعر الأسودِ وسائرِه من البحور والألوان، فمن فرط الهيام بلا كلام بدأتُ أكتب!

هكذا بِخفّة  .. حبر من الحقيقة، اخذتُ قلماً اختارته عيني من مطلعِ نومي قبل أن أنام !

– العفاريت في زحام البشر تزئر ثرثرةً لتنالَ مقاعِدها، حتى أضاعت بأصواتها لوعة البيوت التي فاحت منها الأنوار المعطّرة بنور الظلام.

في نومي دائمًا مستيقظٌ أفكر بكل شيء! نائمٌ والطفل يبكي من خلفي يشع النجوم يعدُّها بالسماء، حتى رأيت الساعة من غيرِ زاوية عيني، تتخافت بثوانٍ عن الرؤيا كلها.

– لقد كنت آرى من قلبي، رغمًا عن ما كانت الأشباح تخرسني وقتها من الأقوال، فقد قالت على لساني موسوعةً لطالما كنتُ مطلعها من الجمال والعنفوان، أناقةٌ أن اكونَ العنوان.

 

لكنني في هذا الوقت الفظيع

أنا يا سادة من دون العروبة هويتي تضيع!

مكررٌ في عد الشتات دائمًا

من الألم تصيغني بلاغتي

نديم زائلٌ كما يقال!

مغرورٌ أيضًا ومحتال!

لكن بالرغم من القيلَ والقال

بعيشنا، بحبنا، بوحدتنا، وبغيظنا المكظومِ نبقى الرجال وليس كل الرجال رجال.

 

نبقى زهدًا للأبجدية النابضة في ركودِنا ببيوتنا من هذا الوباء، نبقى نشيدًا هاشِميًا لكل وطنٍ اختفت فيه العروبة متلاشيةً للظلام.

فمن عذوبة قيادتنا، شربنا الإلتزام بسلاسة ونظام

نقرأ الأرواح من السطور، ومن نواصي الشفاه المسطحة بثنائِها كالأغصان

 

– الأغصان التي لا تنثني الا بالموّال الذي لطالما كان مطلعهُ:

دقائق من الصمت البليغ ومن الحروف نحتسي الوسام

 

فيا كلَّ الحروف صيحي، من فيضِ تصوفنا قلوبنا في دنيا السماء تغني أردنّنا بأحلى الغناء

فمن بعدك أرضنا ستعلن قافية الموت الجثمان لكل أضرحة العيش التي كان مقصدها خرابنا، تحت شبهاتِ حقيقتها المقيدة بالحياة.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!