مُسْتَقيلٌ إنّني
مِن عالَمِ الشِّعرِ
الذي
مِنْ حيثُ لا أدْري
أتاني
مُسْتَقيلٌ إنّني
مِن زُرْقَةِ
البَحْرِ الطّويلْ
مِن مَقاماتِ
الخليلْ
مِن سُطورٍ
لَمْ تَعُدْ تَحْتاجُ
أنصافَ المَعاني
مُسْتَقيلٌ
مِن يَدِي
مِن صَبْرِ أيّامي
عَلَيّْ
مِن خُرافاتِ الأغاني
————-
يا أيُّها الشِّعْرُ الذي
مِن حيثُ لا أدْري
أتَيْتْ
إنّي تَعِبْتُ مِنَ البَقاءِ
ومِن مَشاويري
تَعِبْتْ
خَمْسونَ عاماً
والكَلامُ يَجوبُ أوْرِدَتي
بِصَمْتْ
أبْكي
كَمِصباحِ الطّريقِ
ولا يَرى
مَن مَرَّ بي أنّي
على لَيْلي
بَكَيتْ
يا سَيِّدَ الكَلِماتِ
إنّي
قدْ أرَحْتُكَ
واسْتَرحْتْ
وجَمَعتُ آخِرَ ما تَبقّى
مِن دَمِي
مِن ثَرْثَراتٍ عالِقاتٍ
في فَمي
أغْلَقْتُ باباً كَمْ دعاني
لِلدُّخولِ
وما دَخَلْتْ
يا سّيِّدَ الكَلِماتِ
إنّي قدْ أرَحْتُكَ
واسْتَرَحْتْ
غادَرْتُ كُلَّ مَراكِبي
وطَوَيتُ أشْرِعَةَ القصيدةِ
واسْتَقَلْتْ ..