رَحَلْ قــلبي عَـــن الاهــواء وتابا
وقد ارسل لِــــــذاك الخِلْ كِتابا
حَدِيثُ الشَّوقِ في الأوراقِ مُبهم
يُغطّي الحــــرف والاسطُر ضبابا
فلا ينفع عِتابُ الليل للقاصـــي
إذا العينانُ فيها الضَّـــــوء مُعابا
الى من نــادا صِيتُ العِزِّ يَعْرِفُني
فهل سُكناك في بغدادِ قــد طابا
فَقَدْ أصبحتَ فــي عيناي ماضٍ
اسيراً قَيَّدَ الاذرُع تُــــــــــــــــرابا
ما نفعُك وقــد أُبْعِدتَ عَن نَظَري
وحلمُك صار في عيني سرابـــــــا
بُحَيرآتُ الهوى جــــــفَّت منابِعُها
فَــــــــروحي اليومَ لا تهوى كِعابا
ترومُ الوِحدةَ في أوقـاتِ ما تفرح
ولا تأنس بملئ الــــــــــرَّوحِ رُكّابا
لَعَلَّ الشَّوقَ في السّاعاتِ يسألُني
وبين والماضـي والحاضِر حُجابا
سرّي ماكِثنٌ والـــــــــــدَّارُ مُقْفَلَةُ
وما أعْطي الى الدَّاني جـــــــوابا
إذا ظلَّت جـــــوارِح قلبي تسألُني
سأسقيهِا مـــــــــن الأفْعى شرابا
فما بيني وبينَ الخِــــــلِّ مُنعَطَفاً
وصُرنا مثلَ ما في الحُكمِ احــزابا
حصادُ القَمْــــــحِ للأتباعِ والخائِنْ
وَنَسْقي الغَــرسَ مِنْ حُلُمِ الشَّبابَا