شتات العروبة / بقلم : نورا ( نور الشمس ) نعيمي

وفجر أظلم شروقه دامعا
كأنه سيل الاحزان يحمل النقم

فهذا عراق ينزف بصمت وليله
يرتشف الغيث من سماء مظلم

إبتلت حروفنا شقاءا وكلت
من نثرها فوق بقاع رثت من السقم

أين النخوة بين الاوطان ..أين
اسم العراق الذي كتب بحدة القلم

أين العروبة التي نتباهى بها.. اذا
المنابر شيدت لصوت الحق المتكلم

أوطان مزقت أواصرها من شام
ذبيحة بالغدر نازفة الخزن و الالم

وتونس الخضراء مهجتنا
ناحت أين أنتم اهل المروءة والشيم ؟

سلمتم رقابنا للاعداء وتغامزتم بينكم
كيف نفدي الوطن وقد كفنتموه بالعدم

وهذه مصر الحبيبة ذكرها القرآن
ليس كلامي بل ربي من قالها علنا

أردتم شتاتها وبعثرت قيمها لكن
هبهات رد علي ان استطعت يا زمن

من القدم قابعة بوجهك يخجلك.
الجمال من نيلها اقتبس الفن و اللحن

وجزائر البطولة والشهادة صارت
لعبة بأيدي من لا يعرفون قيمة الوطن

أرادوها حربا ولكنها سلمية النخاع
والفؤاد يجهش الحنين في السر والعلن

ليست الحرب غاية الشعوب ملت صقيعها
بل الحرية والكرامة هدف ردع المحن

وطني ان خانك اللؤماء واسودت وجوههم
فأنت الحر الذي لا يرض المهانة وكيد الفتن

على أن يفرقوا ماتبقى من كياننا
فالجزائر صامدة مهما كان ويكن

في بلد عمر المختار صارت محاكم
تقاضي الحق بتهمة الباطل الملوث بالعفن

شردتم وعذبتم وماالفائدة ترفعون
من أذلوكم وداسو عناقكم المتن

تسرون اذا توشحت الاوطان سوادا
ألا تعلمون أن البياض يمحي الشجن

وفلسطين أمي فطمت وما ارتويت حبها
لانهم دنسوه بحجة الملكية جمر ولهبا

مدامع الاحداق تورم فيضها
لقدس ارادوها عاصمة خبث ونهبا

لكنها فلسطين عروس باسمة
عذراء والصبا يملؤها حسنا وعجبا

اذا تبسمت أغرت كل جاحد
بجمال العظيم الذي خلقها لسببا

ياعروبة أين موضعك والاوطان باكية
أين عزمك لقهر هؤلاء الجبابرة

اين نخوتك اذا شد خمار فاتنة
او اذا سلب شرف وانت ساكتة

أين العروبة التي تجعل الجهل راكعا
وترفع العلم بكل قداسة فائقة