ليس للكردي إلا حياة و نهوض من عنق الغيابِ / بقلم : عدنان شيخموس

لأني كردي
أهيم على ضفاف الغياب ينحني الموت ويدخن صمت الّليل
تفاصيل المدن والأزقة و الشوارع معلقة على صليب العالم
ليّ بداية مخبأة تحت غيمة عذراء
لا قافية تسدلها ولا نهاية لها
تشتهي الغناء في معبد معتق بالنبيذ تحت وطأة العواصف
ليست كلّ المحيطات جامدة بل غارقة في السؤال و البحار دافئة
أمواجها ترقص في قارب تائه …

لا سماء لنا ، فالسّماء ضميرها مستأجر في بورصة الضباع
لنا الأرض الواسعة وتلال لاتموت
السماء هشة تأبى الصراع في ملعب الخفافيش
ليس للكردي إلا حياة و نهوض من عنق الغيابِ

لأني كردي
عنيد كالصخر
أنا الآسير تحت مظلة الأمم
أنا النّور المدنّس بوحل الظّلام
أنا المطر الذي يغسل حقول العالم من رجس السواد
اَه كم يُمطرني خرير النهرين!
وكم تؤلمني
الأحجار وهي تذرف دموع الأطفال على حافة مقابر الشّهداء
تنحني مدائن العالم لخريطة العشق الأولى
تكون رسولة المدائن نحو الحريّة
عنيد كالشّجر وطويل كالنّهر
نوارس تُهاجر ، تضل السّماء و البحر متعب لايموت
تفرش الأغصان أوراقها للغرباء في فهرس الجسد
أما قلبي ليس وليمة لغابة اشجارها مهجورة

أنا الكردي
أنا الحرف الذي يرقص في صيرورة الأبجدية مواسم وجع ويغني من تحت قصف الغزاة
أنا الأبجديّة الأولى وما زالت جدائلها تتحدى الزناة
أنا الأرض الغنية بالقمح و الزيتون و الذهب الأسود
لن ولم تبايع رياح صفراء
ليس للكردي إلاّ التّراب وأغنية العالم
ليس للكردي إلا أرض كردستان

أنا الحبر العتيق الذي لايجفّ طوال مئة عام
أنا القلم الأحمر الذي ينبض أوتاره في لوحة عمرها قرن كامل
أنا الأرض النائمة تحت ثقب أسود تضيئ القصائد تسرد مواويل عشق للصقر الكردي
أنا القصيدة الفولاذية التي لاتركع في نفق التاريخ المزيف
لاتذبل تحت وابل رصاص السلطان
أنا شجرة الزيزفون ترفض الموت في غرفة الإنعاش
تسجل في سجل الزوار خريطة للروح
أنا الذي كتبه التاريخ بخجل في فصوله القاتمة و سيكتبه في فصل مضيئ وكامل.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!