أنتهي العمل و أغلقتُ باب الدكان , ذهبتً إلى الفرن أشتريت أربعة أرغفة , بعد ذلك أخذت الأتوبيس رقم سبعة و سبعون أخرجتُ الأجرة ,وصل الأتوبيس إلى أول الشارع أشتريتُ أربعة بيضات و بعض الفول و رجعتُ إلى البيت و قد حل الليل و أَظلمت الحياة . هذا هو الجزء الأخير من اليوم الطويل المُمل , تناولتُ عشائي رغيفان خبز و بيضتين و نصف الفول ثم قمت أغسل يدي و وجهي وفمي بالترتيب , أعدتُ القهوة شربتها ساخنة , بينما أتابع نشرة الأخبار اليومية الروتينية داعبت دُميتي القديمة وخرجتُ إلى شرفتي و نظرت لمدة نصف ساعة وإلى الداخل , ذهبت إلى فراشي و قرأت أجزاء من كتابِِ العتيق ذو الأوراق البالية من كثرة تقليب الورق و قرأته .
ثم خطفني النوم سريعاً و أستغرقتُ في نوم عميق .
أستيقظتُ صباحاً كالعادة تناولت إفطاري وهو عبارة عن البيضتان الأخيرتان و النصف الباقي من طبق الفول , أحتسيت كوبا من الشاي الممزوج بالحليب و السكر كثير في قاع الكوب لماذا لأني لَم أقلب السكر ربما لأن ليس معي ملعقةأو كسل .
و سمعت الأخبار أيضا و لكن هذه المرة لَم تكن من التلفاز ولكن من صوت المذياع و البرامج كما هي بالترتيب من نشرة أخبار السادسة صباحاً حتي أغنية
( فايزة أحمد بالسلامة يا حبيبي بالسلامة)
أخرج من البيت و أذهب إلى الدكان و أفتحه , الذي يصدر نفس الصرير و الكركبة العالية فمنذ زمن لَم يتم تشحيم الباب أو تزيته؛
و لكن لماذا لا أعرف ؟
و استمر في الدكان حتى الثانية ظهراً أحضر طاجن جاهزاً و رغيفان من خبز الفينو ذو الرائحة الأخاذة .
و بعدما تنقضي الساعات الطويلة الروتينية الكئيبة و ينتهي العمل بعد صبر مُمل فهذا الدكان لايدخل فيه أحد ولا يخرج أحد ,أغلق باب الدكان و هكذا تمر الأيام دواليك , لكن ذات مرة عندما جئت إليه صباحاً لَم أجد الدكان و لكن وجدتُ بابه و عليه اليافطة و عليه اسم جدى و لكن نظرت خلف الباب لم أجد شيء حاولتُ الاستفسار عن السبب من جيراني في الحي الذي فيه الدكان لَم يجيبني أحد أبداً .
وقفت أتابع الموقف لعلي أجد الدكان هيهات أن أجد أي دليل واقتربت من هؤلاء البشر الذين هم في الحوانيت المجاورة كانوا أصنام بشفاه مقصوصة و عيون شاخصة و أنوف بارزة لا تتكلم أبداً وانتظرت إلى أن تنقضي ساعات العمل حتي عدتُ إلى منزلي مكرراً نفس السيناريو كل يوم الذي لم يتغير أبدأً.
و أخيراً قررت أن أغير روتين الحياة التي عشتها أكثر من ألفي سنة و ذهبتُ مُبكراً للحي لأغير نشاط الدكان وعندما وصلت صدمت !
ولكن لماذا صدمت فكان هذا هو الأمر المتوقع .ير