فلسفة الحضور في كتاب هديل للكاتبة السورية نوار الشاطر

آفــــــــــــــــــــــــاق حُـــــــــــــــــرة 

بقلم – سامر المعاني – الأردن

اسئلة الشوق تغرد في فضاءات الشاطر يستفزها في ذكرياتها وحاضرها تتلعثم ازهار الياسمين الشامية بحثا عن الحضور فما اكثر الغياب في وجدانتا وذكرياتنا .

تبهرك الشاطر بانتقاء عناوين نصوصها لتترك لك ابواب النهم والشغف لمتابعة القراءة كي تكون حاضرا وان داهمتك حروف الرحيل والغياب التي عاندها الشرق بكل اوجاعه.

ان العتبات الجاذبة والاهداء العميق بالاضافة للدراستين النقديتين كلها تجعلك تسافر  متشبثا بالغيم وسفر الخيال كي تبقى وانت محلقا بفضاء الجمال تبحث عن رمزية تمزج الخيال بالواقع والتمني بالترجي كي يولد من رحم كل هذا الضباب شمس اقوى من كل الغيوم  .

ان الشاطر وهي تعمق بحثها في ذاتها اجادت في حوارها واستفاهمها باحثة عن ذاتها التي تتوق لرائحة الياسمين التي كنا نتنفسها بين احضان أم رؤوم  ووطن كان يبحر رغم كل جنون الامواج تبحث عن ابجدية تحرر الارض العربية من قيدها الذي،شيده الصهاينة ومن عاونهم .

لقلب انثاها مساحات احاطتها باسوار حنين وشوق تضمد كل نزف  ولد من رحم الخوف والفراق والفقد .

فالوهم عانق الحب والغياب يزرع بذوره على  امطار الخريف فماذا لو حديث الروح كان صريحا يضع النقاط على الحروف ولا ننتظر كل احلامنا الخارجة عن قانون الرحيل فتبقى الزهور بعد نيسان تبهر العشاق للمكوث بين اوصال القصيدة كي تشدو على شرفات الحياة .

نفس نوار الشاطر في نصوصها القصيرة والمتوسطة كان يعمق فيك اسئلة وفلسفة تغويك كي تتأمل بالتناقضات والمفارقات واليقظة والوهم والواقع والحلم تتمنى ان تملأ الصباح الوان الطيف تتراقص في المدى تعلن السلام للقلوب النابضة في الحب والحضور الدائم على شرفات الحياة باحثة عن ان تولد اغنية يدندنها النسيم .

تجد ان الشاطر التي ابحرت في بحار العشق في اغلب نصوصها تستحضر الوطن باشارة منها وصريحة ان الوطن هو الحاضر فينا دوما رغم الجفاء فجسدته ومثلته وشبهته ليكون العطر والزهر والشجر والمكان والوقت واللقاء والعتاب والغياب حتى عندما تشعر انها قد انصهرت بقصيدة عشق تلامس شغاف القلب وتمس روحها الهائمة في نار الوجد.

وبين الفلسفة والرمزية والتناص والمجاز تنقلت الشاطر تجيد التزاوج بين المفاهيم وبين ظاهر المعنى وباطنه تعطر حرفها بصور فنية جميلة جاذبة وتناسق في الانتقال بالفكرة وموضوعها واقتناص لمشاهد وجمل عميقة ومؤثرة وناضجة جعلت من نصوصها رشيقة خالية من الحشو المباشر والتقليدي لتشبع مادتها بين الجمال الإبداعي الفني  والجمال اللغوي .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!