بين التعاليل والمهرجانات فارق شاسع . / بقلم : محمد صوالحة

منذ منتصف التسعينيات وأنا حاضر بشكل مستمر ودائم في الوسط الأدبي او ما يسمى الوسط الثقافي  ومؤسس لأكثر  من  ملتقى  ثقافي  وعضو في  عدد  اخر  من  هذه  الملتقيات  التي   تعنى   بالشأن  الأدبي ،   ونظمت  وشاركت   في  العديد  من  المهرجانات أو  التعاليل  الأدبية ، وتابعت االكثير  منها  ونادرا او قليلا من المهرجانات الأدبية والشعرية ونادرا ما كان هناك مهرجانا يحظى برضى الجميع ونادرا ما كان يُسمع الشاعر أو الأديب على المنصة .
فقد تابعت مهرجان جرش منذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم حتى مطلع الألفية وكنت ارى جمهور الشعر في جرش وانتقل الامر للعاصمة ولم يختلف الجمهور والحضور .
أما بالنسبة للسهرات الأدبية او ما تسمى أمسيات فلا جمهور ولا حضور وان وجد الحضور فلا مستمع .
في منتصف التسعينيات وحتى مطلع الألفية كانت هناك مجموعة من الشباب حينها تسمى أسرة الأدباء الشباب وكانت قد اتخذت من نادي هملان مقرا لها وكانت مهرجانات هذه الجماعة التي اطلقت تسمية الفرسان على مهرجاناتها … وكان مهرجان الفرسان يتزامن مع مهرجان جرش … وكانت مشاركات القامات الشعرية سواء من عمان او المحافظات او العرب الذي كانوا يقيمون في عمان او يمرون بها مشاركين فاعلين في تلك المهرجانات وكان المكان على اتساعه يضيق بالحضور من مختلف محافظات المملكة .
ومنذ توقفت تلك الجماعة عن نشاطاتها لم نعد نرى جمهورا للتعاليل الأديبة او الثقافية التي سميت مجازا مهرجانات فحضور اي مهرجان وحتى جرش لا يزيد عن خمسين شخصا .. اما المستمعين فلا أحد
وجاء مهرجان الجاكرندا ليعيد للمشهد الأدبي والثقافي رونقه بالمشاركة الحقيقة لأسماء لامعة في سماء الشعر .. ولم ينس فئة الشباب .. مهرجان استمر لمدة اربعة أيام بحضور كثيف واستماع وانتباه شديدين للشعراء على منصتهم وحضور لم ينقطع حتى يوم الجمعة .. حضور نخبوي مستمع ذواق حضر مهرجان الجاكرندا الشعري الاول الذي كرم في ختامه نخبة من الشعراء الأردنيين والعرب .
لذا لا بد من توجيه الشكر للمنظمين والقائمين على مهرجان الجاكرندا الشعري الأول على ما بذلوه من جهد وحسن تنظيم وأدارة .. وأن نشكر بيت الثقافة والفنون على هذا المهرجان وما قدمه خلال الفترة القصيرة من عمره والتي لم تكمل ثلاث سنوات متطلعين ان يتحول مهرجان الجاكرندا في الدورات القادمة لمهرجان عربي .
مهرجان الجاكرندا جاء تتويجا لعمل منظم وادارة كفؤة استطاعت ان تجمع بين القامات الشعرية الأردنية و فئة الشباب وأن تعيد الجمهور الذواق والمهتم للساحة الأدبية .
أما ما يقال هنا وهناك من محاولات لقتل النجاح واحباط الناجحين .. فهذا لا يقاس عليه لانه يأتي من باب الحسد … أؤكد بأنه من باب الحسد وليس من باب الغيرة .. لان الغيرة تدفعك لتقديم الأفضل .. والحسد هو محاولة لقتل الذات وقتل اي نجاح او بذرة نجاح .
وفي النهاية أود القول أن بين ما نراه من تعاليل في المنتديات والساحات الثقافية … وبين المهرجانات الجادة والحقيقية فارق كبير .
وسؤالي في النهاية لم لا نناقش السلبيات في اي فعالية ونؤكد على الايجابيات بدلا عن اسلوب الردح عبر وسائل التواصل الاجتماعي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!