مباركٌ للخريجين والمتفوقين والناجحين

آفاق حرة 

كتبت ـ الأستاذة فاطمة النهام

كاتبة وقاصّة بحرينية

اختصاصية إرشاد اجتماعي أولى

 

 

 

أيام مضت خلال هذا العام الدراسي ومع أزمة انتشار جائحة كورونا (كوفيد ـ19) افتقدناكم، بعد أن اعتدنا على أن نراكم في ربوع مدرستكم، أتذكر جيدًا الجولات التفقدية ما قبل وقت الطابور الصباحي حينما كانت أعيينا تلاحقكم، تتتبع عثراتكم كالأم التي تراقب خطوات ابنها في السنوات الأولى، تسابقنا قلوبنا قبل أقدامنا إليكم لمتابعتكم والحرص عليكم وعلى سلامتكم.

 

حينها تقفون كاللآلئ في سطور منظمة بساحة الطابور، ترافقكم معلماتكم، نسمع أصواتكم الرنانة تنشد نشيد العلم الوطني وهي تشق عنان السماء بحب وولاء، صوتكم يتعالى بترديد رؤية ورسالة المدرسة كالأهازيج، نفرح خلال هذه اللحظات بنجاحاتكم وإنجازاتكم وتكريم معلماتكم لكم، تقدمكم في التحصيل الدراسي وتطور سلوككم إلى الأفضل.

 

ثم نتابع سيركم إلى صفوفكم، لقائنا بكم أثناء الفسحة، الزيارات الصفية والحصص الإرشادية، تواصلنا بمعلماتكم وأولياء أموركم، جولاتنا الخاطفة للمباني المدرسية ومتابعة سير دراستكم، مرافقتكم إلى حافلات الوزارة، وإلى البوابة الرئيسية حيث يقف ذويكم بانتظاركم، أيام سريعة مضت كلها أصبحت ذكرى جميلة في قلوبنا لكم، كان باب الفراق بيننا وبينكم هي جائحة كورونا.

 

مرَّ العام سريعًا، ما يهمنا الآن أنكم سالمون وغانمون ترعاكم عين الرحمن الرحيم، لكننا اشتقنا لكم وكأننا لم نراكم من سنين، نتوق إلى أيام سعينا بها للاستماع اليكم وحل مشاكلكم، فعلا نفتقد إلى ابتسامتكم وضحكاتكم، لعبكم وشقاوتكم.

 

وباجتهادكم ومتابعات ذويكم نلتم أملنا وحققتم ما نتشرف به رفعة لراية الوطن الغالي. ومع بُعد المسافات تختلج قلوبنا فرحًا وفخرًا بكم، فأنتم زهورنا الجميلة التي اسقيناها بالعطاء والحب، يستحيل أن نتركها حتى تذبل.

 

أنتم الجيل الواعد والقادم الذي نأمل منه الكثير، لبناء هذا الوطن العزيز عزة وشأنًا، سواء كنا معكم أم لم نكن ستبقى قلوبنا تحبكم وأذهاننا تمتلئ بالذكريات الجميلة عنكم.

 

أهنئكم طلابي من كل قلبي على عزيمتكم وإصراركم، أهنئكم على تخرجكم.. على تفوقكم.. على نجاحكم.. فأنتم زرعتم في قلوبنا السعادة والفخر بإنجازكم واستمراركم. أبارك لكم هذا التخرج..هذا التفوق.. هذا النجاح.. هذه العزيمة.. هذا الاستمرار..

 

تمنياتنا لكم بعطلة صيفية سعيدة مع أهلكم وأحبابكم، ونترقب بإذن الله عودتنا وعودتكم إلى أحضان مدرستكم التي عشنا بها أيام حلوة لم ولن ننساها أبدًا.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!