إلى خطــيــبــة أديب /بقلم : الشيخ قدور بن علية – الجــزائر

أخـتـاه ،،

لستُ  أدري كيفيـةً أدعوك بها  للسفر ،، للسفر معي على صَهْوة هذي
البَـنَاتِ  الفكريهْ ،، تريْنـني مخاطبا طائع بناني أن تشجع ،، كفاك
خَفَراً ،، هيّا  قُل مكنونك وانصرف ، فالفـتاةُ مُتفتّحهْ ،، مُتـعلّمهْ
،، هي ذي مُواصفاتها التي اعتقلتْ فِكرَ سميرك بالليل ، تمعّـنْ كم هي
فاتـنـهْ ، أفصحْ ، هي ذي خطيبتُهْ     !!

أختاه ،، اعذريني ، عن خبر خِــطْــبَتِكِ    لا تَـسَـليني ، قد
أكـون استرقـت النّبأ العظـيم من أحد رفوف قلبك النابض فُـتُوّهْ ،، لستُ
مريدا إزعاجـــــك بتـساؤلات عن الأسـاور   وخَــشْخَشَـاتِهَا ،، عن
الخواتم وبريقها ، وعن لآلـي العِقد التي تزيد جيدَكِ جاذبيّـهْ ،، لستُ
لافتا نظري إلى ما عَلِـقَ بالطّـبْلتيْن من سميك أقراط الخالص
المُصْـفَرّ ، ولا سائلا إيّاك عن الفساتين ومواطن ” الموضهْ “،، فَروحُ
الذي لامَسَتْ كفّاهُ كَـفّيــْـكِ ، أنفــسُ مما تذكّر القـــلم ،
وسُمــعتُه  ـ يا رَعَتْكِ الــقوافي ـ شاهقة ٌ ، باسقـهْ ، لم
تَطَلْـهَا  أحاديـثُ نِســوة  المدينهْ ، حين عصفت عاصفة الخبر في أزقّة
الآل والجيران وكافة السُّــبُــل  !!

أخـتاه ، يا حمامـة سميري و شاغلي ،،

لقد اختاركِ وكفى،، اصطفاك في لحظة من لحظات    صَـفائهْ ، كنتِ اللقطة
الوحيدةَ في شريط آلتهْ، حمّضها،  إستخرجكِ مُكبّرة الحجم مرتيْن ،،
إبـتاع  إطاريْن ضارع لونُـهما لَـوْنَ تُفاحتـيْ خدّيْـكِ ،، وضعـهما
على جانبَــيِّ السّرير ، كي يرمقك حين ينقلب يَـمْـنَـهْ  وتكتحل عيناهُ
بعيْنيْكِ أوان انقلابه يَسْـرَهْ !،  أضحيتِ تقتاتين قُـوتَ خَلَدِه ،
تؤرقينهْ ،، توقظينه وشخصُك   في صفة طيفٍ ، وتُربّتين  عَـليهْ ،،
تُربّتين ابتغاء غفوة  منه ، كَيْمَـا  يصحو ، فيَراك قصيدةَ  شعرٍ
رائعةً زَمَنَ تغدين ، وباقةَ نـثرٍ عطرةً حين تروحين !!

بربّـكِ أخـتاه ، خَـفّضِي صوت آلـة التسجيل فدويّها  كفيل بجـعلك لا
تقرئينني ، قد تَضَلِّين طريقك   إلي ،، ادخلي معي بَهْـوَ  كل عـبارة
أرتادها ،، حيّـي معي كل لفظة  صادفـتنا ، فقد تكون عِـلَّـةَ رهافـــــة
حـسّ الخـطيب الذي رأى  فاقــــتنـع ، فـتـقدّم ..

لقد عَهِدْتّهُ  ” دَهْـرَ ”  العزوبية  جوّالاً ، للشعر      قارضا ،
وللأقاصيص كاتبا وحلاّلا ، ألِفتـهُ ـ يا أخيّةُ ـ للصفحات  مُورّقا ،
للنصوص، للـعناوين ناقدا   و بدّالاَ،  عرفـته للـعقول المُبصرات
مُطاردا ، وللثقـافات مُمـحّصا و ختّالاَ ،، تشخّصت فيه كلَّ تواضع
وهـدوءٍ ، لأجـل  ذا ، ستريْنه لا يرغب الفوضى ـ حين الإبداع ـ لا يرغب ”
السؤالاَ ” ..
أخـتاه ،،
إن دخولك فِـرْدَوْسَ التاريخ ، سيتوقف على مدى التضحية التي بها تجودين
، على عدد القربان التي تُـقَدّمين ،، لست أبغي رؤية قصائده باكية تستعطف
مواقفك ،، لست أبغيها مخطوطاتِه مُداسةً بأرجل الوِلْدَانِ  أو مبعثرهْ
،، ولست متوقعا ولا ظانّا شفتـيّ وقريحتي يُردّدن ذات يوم:

ـ رحم الـله فُلانا ، ألهمني ربّي وذويـه صبرا   وسُلـوانا !!

فلتعلمـي ـ يا أنت ـ أن خاتم ( الكلمهْ ) الذي   تقلـدتِّ ، يـعني
التزامك الكليَّ بصَوْنِ  صاحب الكلمة الحقّـهْ ، ولْتتّقي الله فيه،
فَـرُبـّما  باحت بمكنونها الأجيال اللاحقه :

ـ كم هي عظيمة قرينة هذا الكوكب الساطع ،، تناست أغلب ما عليه تجاهها
من حقوق ،، لأجل إسعاد   قُـرائـه ،، لأجل هذا الخلود !!
ويضيــفون:

ـ حكمة حكيمة تلك القائلهْ : أن وراء كل امريء عظيم امرأة   عظيمهْ !!

أخــتاه ،،

فلتعتبري خطابي هذا إكـليل وَرْدٍ في غـير  أوانـه ، وإن كنتُ عليما أن
بَـيْـتَكِ قد استحال إلى غرفة    استقبال ، اسـتقبال حَـمَـلَـةِ
الأكاليل من كلّ     فجّ ،، جاءوا ليحضروا مَراسِمَ  تعيينك ، ليَرَوْكِ
وأنت تمضين  ـ باسمة الثغر ـ محضر تنصيبك حارسة    من حارسات  العظمهْ ،
فَلْتبتسمي في وجه كلّ حامل إكليل ،، دعي سؤالك عن جنسيته والمَوطن ،
دَعيـه  يا أخيّـهْ ،، كفى بك دراية أنهم كافتَهم شجرةٌ منها الخطيب
انحدر ،، وأكـرمــي به من خـطـيـب .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!