همسات على جرح يلتئم / بقلم : زيد الطهراوي

يا طائر التغريد الآسر ها انت ذا تشق درب الحياة، وحيدا إلا من ذكرياتك مع الراحلين، و قد كنت وفيا للبعيدين، و تصغي أكثر لهتاف الأصدقاء و الأوفياء

لا تأس يا صديقي فقد اعتدت في تحليقك- مع كثرة التجارب- أن تطير بثقل جناحك و تتكيف مع ألمك الذي إذا أقعدك ساعة فسوف تقعده شهورا و سنينا  و اعتدت كذلك أن تنسجم مع تغير الرفيق الذي تشده مع زندك إذا اشتد و تتغاضى عن خذلانه لك إذا ارتخى

تشق درب الحياة بما تبقى لك من حياة وحدك فقد انشغلت الطيور بانعزاليتها ، و تركتك  مرارا في وحدتك التي رفضتها و لكنها أتت لأنها رأت طيورك أشد مرارة منها

كانت جيوش الهمجية تحيط بك و كنت تبتغي أن تزقزق لتسعد نفسك و الآخرين،و لكنهم أوثقوا عنقك بحبالهم، فلم تسعفهم و لم تسعف نفسك

كلهم يا صاحب النغمات كلهم؛حتى القريبين منهم أعملوا سكاكينهم في قلبك تجريحا،الناصحون نصحوك بأرض لا غرس فيها و لا ظل، و المانحون أكفهم لك ليخرجوك من حفرتك أرهقوا نفسيتك بصراخهم الذي صار حجارة تحول دون نجاتك

يا صديقي العزيز كنت تريد أن تبدأ حياتك و تنمي حنجرتك مبكرا و لكنها الطعنات منعتك أن تكمل و ها أنت ذا تكمل المشوار و أنت أكبر من زملائك المغردين و  تريد أن تغرد بحماسة و قوة الصغار  و تملأ السماء أناشيد فما الذي يمنعك من هذا و قد هيأت قاموسك الفريد و أصبحت أكثر شراسة في الدفاع عن حقك في الشدو و التحليق

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!