بِئْسَ زَمَناً / بقلم ندى بو حيدر طربية / لبنان

 

 

بِئْسَ زَمَناً أصبح فيه الثوب أثمن من الجسد والشكل أثمن من الروح والمال أثمن من العقل واللذة أثمن من القلب والشهوة أثمن من الحبّ والواجب أثمن من المحبّة.
بِئْسَ زَمَناً أصبح فيه الخاتم أثمن من الزواج، وطموح المرأة أثمن من الأمومة، والطلاق أثمن من العائلة والبزخ أثمن من القناعة والطمع أثمن من العطاء، والمركز أثمن من العمل، والقوّة أثمن من الأخلاق.
بِئْسَ زَمَناً أصبح فيه الخليوي أثمن من الكتاب، والرسالة أثمن من اللقاء، والصورة أثمن من عفويّة اللحظة والشاشة في أعين الأولاد أثمن من شقاء الطفولة والمادة أثمن من الطبيعة والوهم أثمن من الواقع والزَيْف أثمن من الحقيقة، والجهل أثمن من العلم، والإبتذال أثمن من الثقافة.
بِئْسَ زَمَناً أصبح فيه المنزل أثمن من الألفة، والأطباق أثمن من الطعام، والأبواب الموصدة أثمن من الضيوف، والهديّة أثمن من المناسبة.
بِئْسَ زَمَناً أصبحت السرعة أثمن من التروي والوسيلة أثمن من الهدف والحرب أثمن من السلام، والمعابد أثمن من الصلاة والصمت أثمن من الحريّة والأنا أثمن من النحن .
بِئْسَ زَمَناً أصبح فيه النسيان أثمن من الذكريات والحاضر أثمن من المستقبل…. بئس زمناً أصبحت فيه جنسية ما …أثمن من الوطن!
بئس زمناً أصبح فيه التراب أثمن من الإنسان !

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!