في هزيع الليل يسري صوتُها
مثل صوت العندليب الساحرِ
أو خرير المــاء رقراقا جرى
فوق حصـــــباء كــدُرٍّ باهــر
حدثتني طـــول ليلــي كلـــه
فســرى الليلُ كحــلمٍ عابــر
وتساقينا كؤوسا من هوى
مــع لحـــــنٍ لمغــــنٍّ ماهــــر
فرقصـــنا طـربا من عزفِـهِ
ومن الشـــوقِ اللذيذِ الآســـر
وروينا قصصَ العشقِ التي
مـــا رواهـــا قبلَــنا من ســـامر
وتغنينــا من الشـــــعر بمــا
يجعــــلُ القلــــبَ كطيرِ حـــائر
لكــنِ الليــلُ مضى مستعجلا
قبل أن نشـــفيَ ما في الخــاطر
×××
آه مـــا أقصــرَها مـــن ليلــةٍ
فــــرَّ منها البدرُ مثل الطـــائر
سلَّطتْ شمسُ الضحى إشعاعَها
في خُطى الليل الذليل الصاغر
فكــأنّ الليــل يجـــري هاربـــا
حاذرا هجمــة وحــشٍ كاســـــر
هكـذا الليل انقضـــى تاركَــنا
نَعـِــــدُ النفـــــــسَ بليــــلٍ آخــــر
فنداوي ما أصــاب القلــبَ مِن
جمــرة الشــــوق القديم الغائر!!