بقلم. د. ميمون مسلك. (ق ق. ج) والمسابقات.

 

آفاق حرة.


ليس من السهل كتابة (ق ق ج)، فما بالك أن تجرى مسابقات للمبتدئين. أليس هذا هو العبث؟! بل أجزم أنه العبث نفسه، الذي يؤذي أكثر ما ينفع، بل لا نفع فيه أبدا، إلا خلق نوع من الوهم لدى الكاتب، بأنه أبدع، و نال الرتبة كذا..فينتشي، و يركبه الغرور ،و يحسب نفسه قاصا مبدعا…
إنّ منشطي هذه المسابقات، يرغبون عن قصد ، و ربما عن حسن نية ،خلق نشاط ثقافي، و لكن مع الأسف ، يكون ذلك كما اتفق! بدون وسائل، و لا امكانات ..
يعلنون عن مسابقة في الـ (ق ق ج).. تأتيهم بعض النصوص لمبتدئين في الغالب، فيبحثون عمن يقيمها، ـ و كذلك كما اتفق ـ فتسلم لهم النصوص. فيصنفونها حسب أذواقهم و انطباعاتهم, بدون منهجية و لا معايير نقدية.. و تعلن النتائج وفق هذا.دون تقويم و لا تقييم نقدي أدبي، بل لا نجد تقريرا في الأمر اطلاقا. و يزيدون الطين بلة بتوقيع شواهد تقديرية…
و السؤال: هل بهذه الطريقة الفجة اللامعقولة.. سنخدم الـ (ق ق ج)؟ و نحن نعلم أنّها جنس مستحدث و صعب .. و قد تردّد في خوضه و ممارسته كبار المبدعين و المبدعات…
في هذه المرحلة الابتدائية، لسنا في حاجة إلى مسابقات المبتدئين. بل نحن في أمس الحاجة لمعرفة هذا الجنس، و الاطلاع على خصائصه و أساسياته ،و فهم فلسفته و أبعاده ، و جمالياته و أساليبه ، و طرائق كتابته…و لا يكون هذا، إلا بتحليل نصوص، لقاصين بارعين، تركوا بصماتهم واضحة في هذا المجال، لأن أغلب ما ينشر في وسائل الاتصال الاجتماعية لا صلة له بالقصة القصيرة جدا.إلا إذا أردنا ذلك بوازع قوة النشر، و فرضه فرضا على المتلقي..
لقد استفدنا كثيرا مما كانت تنشره مجلة الطليعة الأدبية العراقية في السبعينات و الثمانينات.. سواء في الابداع أو النقد، و الجميل في ذلك، تلك المتابعات النقدية لما كان ينشر، و أذكر من ذلك كتابات : موسى كريدي، و منذر الجبوري، و خضير عبد الأمير، و حنون مجيد ، و طراد الكبيسي، و عبد الرزاق محمد لفته،و أمجد توفيق،و لطيفة دليمي… لقد أناروا الطريق بكتابتهم، سواء في الشعر أو في القصة.
الـ (ق ق ج) يا سادة ..
في حاجة لمن يفهمها أولا، حتى اذا ما جاءت الكتابة ، كانت كتابة واعية..

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!