إن وضعنا كلمةَ “أحمر”
إلى جانبِ كلمةِ “أخضر”
فما الذي ستراه بعينِ مُخيِّلِتِك
ولا أقول: بعينِ قلبِك
حتى لا يأيتكَ الفيروزآبادي في المنام
ويطلبُ منكَ قراءةَ قاموسِه المحيط
قد تتعثَّرُ بأوِّلِ تأويلٍ تظنُّه
تفاحةً تتدلى تحت ورقةٍ خضراء
وهنا يُصارُ إلى سحبِ لسانِكَ خارجَ فمِك
ويُعهَدُ بهِ إلى مُخطِّطِ طرقٍ صحراوية
يعبرُ عليها بقوافلِهم
هؤلاء الَّذين حلموا بالوصولِ إلى: مدينةِ الكتاب
وإنَّ أحمرَ على سبيلِ المثال
قد تكون نقطةَ دمٍ تحت عفونةٍ بائنة
تميلُ إلى اللونِ الأخضر
وفي التباسِ ضدَّين
لا يأخذُ اللهُ بالذنوبِ كاملةً وإنما
يطمسُ أحدُنا رأسَه في سطلِ ماءٍ
تشربُ منه الجياد
وهكذا
تصلُ بنا كلمتان فقط إلى..الجياد
تلك التي عبرت هي الأخرى طرقاً صحراوية
سعيَّاً بفرسانِها إلى: مدينةِ الذهب
وكنتُ سأقترحُ عليكم
قراءةَ ما كتبه أحدهم عن “الحدائقِ المُعلَّقة”
وقد بَلبَلَ اللهُ الخلقَ بألسنتِهم
لكنني أتناولُ طعاميَ الآن
ولا بالَ لي لأُفتِي
بأنَّ مدينةَ الذهبِ غرقت منذ مليون عام
ومعها حدائقُ معلَّقةٌ كانت تبثُّ الوهجَ في الكلمات
حين يكتبُ شاعرٌ قصيدةً وفي ظنِّه
أن يضئ بها الفناءَ الخلفيَّ لبيته
أو بيتَ حبيبتِه
أو القصرَ الملكيَّ
حين يخرجُ منه الشاعرُ مُتخمَ الفمِ بالذهب
في خيانةٍ صريحةٍ لكون القصيدة
مولِّداً للطاقةِ في بيتِ الحبايب…
… لا لمُروجِ الذهب.