بعنوان لماذا تموت الامهات/ بقلم : وسام عياصره .

ربما كان صوتي خافتاً فلم يسمعني أحد …

عندما كنت أغني … “

ظلي بخير كي أظل أنا به “…

وعِمي مساءاً …

يا مهد طفولتي البعيدة…

وزهرة مولدي الندية…

لكن أشياء كثيرة كانت تستيقظ فيَّ فجاة …

حين كنت أكنس ملح الزمن والبحر…

وهي تطل علينا …

من نافذة قمرية …

كنجمة تحسر بين كفيها…

ضوءً من عنفوانٍ و ريحانٍ …

وقتئذ كان أبي مشغولاً …

يفلي شَعْرَ آلهة الشِعْرِ الطويل …

أمام مرآة القصيدة …

فلم يلتفت نحوي…

وأنا أبكي رحيلها …

وأسجد على ما تركت قدماها …

من تراب فردوسي أنيق …

وكانت الشمس تظلل السماء…

بلون أرجواني حاد …

فلما هممت أفتح الزجاج لها لتدخل …

إنكسرت موجة …

بالصدفة ..

او بالعادة …

على رمل الشاطئ …

لتكتب ورائها بأحرف نافرة ثقيلة :

صحيح أن سعادة الأم عبادة…

وتقرب للرب..

لكن هذا الجرح عميق …

وأخاف أنك اذا نزلت نحوه…

ان لا تستطيع الصعود ثانية …

ثم من من قال أنك ستستطيع الصعود ثانية …

بعد إنكسار الروح وضمور الجسد …

فبعثرت بقدماي كما جندي …

ما كتبت …

لأبكي إنعكاس صورتها على مرآة الموج …

وأنا أتشبث بأخر خيط من خيوط الماء …

علني أجد الإجابة …

أو جزءاً لها …

إن سألت البحر …

لماذا تموت الأمهات ؟!

ولماذا يتركن ورائهن …

أطياف الياسمين ..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!