شيَّعتُ فؤادي
و ودعته….
ما كان عزائي في دفنه
كيف تحولت معابد قُربِه
إلى بُعد …
كيف غاب نوره
كيف صار يوما بلا غذ
بكيت حتى نزفتِ عيوني ذِكراهْ
جفت سيول الدمع….
وما انطفأت نيران الشوق للُقياهْ
كنت انتقي له أجمل الحروف
كنت أراقص به الكلمات
كيف لا ابدع اليوم
إلا قصائدَ رثاءِ
كيف طرقتُ أبواب العرافات
و كيف زرتُ كلَّ ولِّي في هجره
كنت اتمسك ببريق النجوم
اغتسل كالمجانين في محرابه
خِلتُه ربيعاً أزهِرُ فيه، فما ..
فكانت فصولي شتاءً بقَرِّهِ
صدّقتُ كلَّ وهمٍ
تسلَّقت حِبالاً في الهواء
ارحم روحي يا راحلاً، إني
استجديت الربَّ على عرشهِ
ليثَهُ كان اليومَ قدَري
أغتال به المسافات..
لعلّهُ اليوم كان قمري
يُبدًلُ عتمتي ضياءً بنورهِ
إنْ سلَّمتُ يوماً نفسي
رجائي وصل روحي بروحهِ
يداهُ ،لو مسحتا جبيني
أموت فرحاً بين راحَتيْه