أن تنتعل الجمر؛وأنت تكتب عن سماء لا تظلك ؛ وأخرى هاربة منك إليك .
أنت؛ إذن؛ في مراودة تلبس الاحتمالات ؛ تعبر المسافات ؛ وتستل الوقت من أجنحة
الغيم ؛ وترد الحكمة إلى ضفافها .
كأنك تبني للعكنبوت مسارا لا تعرفه ؛ وتحيا على خفقان المستقبل في دمك ؛
فهل تدرك ما للنهر فيك من مصب ؟ و تفتح الطرق على مصراعيك ؛
وتستقصي الضوءمن أنسال البرك النائمة . كل الجـذور ستعود إليك بفيئها المسيج
لمدارات الروح .
عاشبت فيك الربيع ؛ وقليلا من ثمار الوعود ؛ ونافحت عن نداء صفي امتد في لغتي
حد ترويض الأبجديات عن مسارها ؛ وانتعلت جمر البيداء .
علمتني الهاوية كيف أعبر العواصف ؛ وناصية الكواكب في يدي ؛ أهتدي في رحلتي
بنعل من أنقاضي ؛ أخرجني من شهقات الأشياء سليما معافى ؛ أبارز التبعثر في
تمنع وإباء ؛ فأصير أعمق وأنقى .
وعلى الشمس أن تودع في كفي سرها ؛ وتلبسني وداعتها عند كل فجر . كأني قنديلها
الأوحد ؛ على ذراعي تزهر طفولة الوقت ؛ ويقبل الظل عاريا من ذاكرة مفتونة
بالتراتيل . لا تعب يمجده متاه دمي ؛ ولا موج يرسو عليه ارتحالي ؛ كل ما هنالك
أن السفر نسي أن يذوب في جرح المسافات ؛ وأن الأرض تمضي بها الكلمات
إلى حيث يكون الجمر نعال المسافات ؛كأن نخيل الكتابة يجدد أمواهه في دروب
المعنى بلا استعلاء .
هو ذا الجمر يملأ وقته المقدس تحت شجرة الحكمة كمن يهييء دهاليز الكلام
في جرار المجاز ؛ أو يشرع خصوبة الليل لتناسل الظنون ..