الفصْليّةْ / بقلم  كريم عبدالله / بغداد

إهتضمتْ أزهارها الملوّنةِ المترنّحةِ ايدي التقاليد الخشنة شققتْ ملمسها آثار ( العمّالة )* وزناد البنادق الرعناء تتجولُ في بساتينها الغافيةِ رائحةُ المكر تشوّهُ نظراتها الخائفة عطشُ الحيوانات الهاجعة تحتَ براثنِ السطوة تغدقُ الدموعَ توسلاً انوثتها المتنرجسةِ تفيضُ براءةً أمامَ هيكلِ العنادِ المتشامخ غباوةً يحرقُ أحلامها الصغيرة قطعةً قطعةً قطعةً وكـ قطّةٍ تحتمي بـ الظلام تخفقُ خابيةً على سريرِ التدّنيس يلتهمها . حشَّتْ سننُ القبيلةِ أفراحها ودميتها السمراءَ تطالعُ حجابُها الذابلَ الطلاسم مذهولة كيفَ تتخلّى عنْ جِيدها وأساورها يتوسّدها التراب تتنهّدُ في خزانتها المفجوعةِ حتى شرائط المدرسةِ البيضاءَ تحزّمتْ بها دفاترها الجديدة حروفها مسجونة لا يخطّها قلمُ الرصاص سلبَ رونقها سجنٌ بعيدٌ أرهبَ قاصتها فظلّتْ نقودها المعدنيّة تنتظرُ الصدأَ يمحو ملامحها وقد غادرتها أنامل تشكوها ملابس تحلم أنْ تلاطفها وترتدي عطرها الخافتَ كـ أشعةِ الشمس عبرَ النافذةِ المسدلةِ دوما تبحثُ عنها وتختلي بـ خيالها الشاحب . إندفنت الثلوجُ التي خلّفها الشتاء فوقَ صدرها سكنتها ذئابُ الوحشةِ دائماً تعوي مخالبها القاسية رسمتْ خارطةً أخرى تكوي رياحينها منزويةً في كهفِ زمانها الطووووووويل تتحسسُ رغبات سنابلها المخضّبةِ بـ الصهيل تنزعُ أعنّتها تستريح وتلمُّ بروقها الملوّحةِ للشمسِ تصوغُ شرنقةَ صمتٍ تحصدُ الخيبات .

 

الفصْليّة* : المرأة “الفصلية” ضحية زواج الدم، الذي ينص على تزويج إحدى بنات العشيرة المعتدية إلى الشخص المعتدى عليه أو أحد أقاربه بعنوان “الثأر” في أغلب الأحيان. وهذه المرأة تعيش خلال هذا الزواج في الغالب تحت ضغط نفسي “صعب جداً. 
 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!