تنهيدة أرملة بقلم : الشاعرة الأردنية الدكتورة إيمان الصالح العمري

تنهيدة أرملة

لم يفتها القطار
لكن من حولها أسهبوا في شرح فضل الخيبات المفجعة إن لم تدخل مع نزيلات السجن في أقفاص عوالم الحياة …
لم يكن جاهزاً
لكن من حوله أقنعوه أنها فرصة والحياة فرصٌ والوقت لا يسعفك لذر بعض الرؤى في عين الحياة..
حين أغلقت عينيها وسرحت فيما يحدث خلف شبابيك العمر
ما بعد الأبواب المقفلة على سجنها
زحفت قليلاً إلى العتبة علّها تصعد نحو قطرات بعض أحلام تقتنصها من بقايا حلم كان من حقها أن تسرح فيه وتنظر لسجانها الذي كانت تشتهي أن يزلزل فيها ما استكان من الجليد المتراكم أن يصبّ بعض سخونة في النبض أن يعرّي ذاتها من العزلة أن يبعثر نبضها لتصب لها وله بعض الذي فات من ماء الحياة…
ويكأنها من شرخ فؤادها اشتهت رتقاً كان الجسد الشفيف ينبي عن هول فاجعة الروح…
ومن عمق غفوة فجيعة الحدق
هطل الغيم
اشتعلت كلها من بردها
شريانها
أعصابها
نبضها
سمعها
عيناها
طوفانها السحري
من هذا
الذي يمتلكني الآن ويمتلك بعرفهم كلّي ؟
ماااااا أبعده عني!!
تدور الكلمات
لا كلمات ولا أبجدية
طوفان من جثث النبض تشهق في فضائي
أغطية من الرمل
تسكن في عيوني لأمرر جنازة حضوري بين يديه!
لن تشرق روحي بعد الآن
مصيدة اقتنصت كل الأوردة
تتناثر الأوجاع في فضاء البيت الآمن
فتلك المصيدة ستر أنثى
في فهم العوام….
ولكنها فضيحة أمام الذات إذا ما لامست شفق الضوء في طريقها للطريق….

ماء يشعل بكائية الأرواح إذا ما استكانت لمعنى السكن
ستنطفىء تلك الأنثى وهو يشتعل..
ستتصحر وهو يزعم أنه يمطر..
ستبعثرها العواصف وهو يعلن أن كل شيء في أمان
سوف تصير شرسة جداً
ولا تتقن إلاّ أكل ذاتها ليعيش من حولها بأمان…
ذات لقاء
رأيتها تبكيه بحرقة…
وتتحدث عن سجانها بطريقة مختلفة
قالت قد شيعته جنازة
قلت لها أولم يكن ذلك منذ غلقت الأبواب…
قالت جنازة الجسد أمام العوام
مقتلة جديدة
وملحمة أخرى.. …

إيمان الصالح العمري

أرواح عابرة
الجزء الثاني

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!