رسائل مني .. إلى / بقلم : عبير يوسف

(1)

 

لا أعرف لماذا يراسلني ظلي

ولا أعرف كيف يستقبل ساعى البريد صمت رسائلي

 

(2)

 

كتابة الرسالة ضمير وصل لذات هناك تنتظر اللاشىء بشغف

 

(3)

 

كم كتبت لي من رسائل ولكنها للأسف لم تصل بعد

نصحتني صديقتي أن أذيل الظرف الخارجي بعبارة”شكرا لساعي البريد” دون جدوى

ربما أننى نسيت العنوان الذى لا أعرفه ولا يعبر عني مطلقا

أو أننى نسيت كتابة اسمى الذى لم أختره

او ربما أننى كتبتها صمتا وخرجت الأبجديات تستنشق القليل من الهواء ومن غفلتي أغلقت الظرف دون عودتها

أو أننى ذات احتراق ألقيت بمفتاح أدراجي للبحر لعله يهمس للسماء بزرقته ويلقن الرياح بأبعاد أخرى للجنوح سرا

أو أننى تعطفت بأوراقي تلك على امرأة عجوز ذات شتاء بأوهام دفء متخيل

أو ربما …………………

 

(4)

 

لأنك مني فتلك رسالتي الى/اليك

 

لا أجيد كتابة الرسائل

كعادتك ستبتسم وأنا أرددها عذرا فأنا لا أكتب الحروف بل هي من تصلبني ما بين اعتلال الألف وهزيمة الياء

سألتني مرارا ان أبعث لك كل صباح برسالة حتى لو كانت فارغة

سألتني يوما أنا أبعث لك بي ..

دون تردد أردفت :ألم أفعل بعد ؟

 

(5)

 

سأبتسم هذه المرة لي/لك

 

سألقى تحية الصباح على الستائر وهي تضم بشائر الضوء البكر

سأهمس لزهور حديقتي بأنك تمنيت رؤيتها لمرة أولى/ربما أخيرة

سألقن الحلم أسرارك الصغيرة التى أستودعها في طيفك المشاكس

سأذكر نفسي مرارا وتكرارا بأننا بداية ما بدأت بعد

 

(6)

 

لا أعرف لماذا تركض القطارات بين أوردتي

قطارات ما فرغت قط من الراحلين/عابري السبيل/الذكريات الهاربة دون وطن

ما توقفت ذات يوم تسألني المزيد

ما استجمعت يوما شجاعتي لأسالها الرحيل

على الأرصفة الباردة كنت أنتظر ثمة قطار لا ينتظر كثيرا خطواتنا المتلعثمة في استجداء الطريق

 

(7)

 

أين مني قصيدة تشبهني حين أبتسم

حروفها كضفائرى

صوتها ايقاع الصمت وهو يترنم ببعض النبؤات

دهشتها سماء بلا بدء بلا ثمة نهاية

تسألني السبيل فأجيب بما لا أعرف من اجابات موحية

أشرع لها نوافذ قتلتها الرتابة

أنتمى لها كانتمائي لدمائي لاحساس أول بالحياة لمكيدة لا مناص من اجتيازها ليصبح الطريق ممهدا للعابرين

لشعور بفيضان قريب والأمطار تشتعل بالرؤيا

أين مني ظلالي لأتحد بها فالأرقام تتلاشى رويدا

 

(8)

 

رغم ان الدقائق لا تكف عن الضجيج والثواني تستهدف نبضي

الا أنني أشعر بوخزة من حرف والصدى يردد أناى بصمت

والأبواب تشرع لنا أبوابا جديدة

ورغم هذا وذاك افشل كلية في التنفس بعمق

كلما حاولت يأتى الهواء ثقيلا فأستعير من الزفير شهيقا

أستجدي الليل فيفيض بالنجوم لا القمر أستجدي الفجر فيقايضني بالأجنحة

 

(9)

 

سأكتب لك ما يشبه الحروف ولأنك تقرأ ما لا يكتب سأكتفي بالقليل

 

مترددة أنا في الكتابة قليلا اليوم

ربما لأننى أتخيلك تبتسم لكل حرف تركته أسيرا للصمت دون حراك

وأنت بعصا سحرية تمنحه شهيقا ..

لتدب فيه الأوردة ومن ثم ينبت لها قلب جديد يعاهدك على اخلاص دائم

وأنا وسط كل تلك البعثرة أحاول استكمال لوحتي التى تحمل بالطبع توقيعك

أحرر أبجديتي منك قليلا كيلا تتحول كل الحروف اليك

تلك تنقش اسمك بملامحي

وتلك تهمس بحروف صمتك

وهذا صدى نبضك الذى تردده الرياح

وهذا عطري الذى استخلصته منك

وتلك خطى اناملي التى تحفر أنت ..ما بين شروق ..وآخر

هأنا أحاول نسيانك بطقوسي التى تعلمها جيدا

لا تبتسم مجددا بربك لا تفعل فلقد صافحت ابتسامتك دموعي الآن

 

(10)

 

إليك مجددا وأبدا

 

رسائلك التي لم تصلني

تلك التى لم تكتب بعد

تخطها أناملي تباعا

تكتنزها أدراجي الممتلئة بك حد العزوف عن أى شيء آخر

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!