أنكرتُ في هذا الزمانِ ملامحي
وفقدتُ نبضَ جوانِحي وجوارحي
لا تسأليني عن زمانٍ غامضٍ
متستِّرٍ بقميصِ نومٍ فاضحِ
عندِي كلامٌ واضحٌ فخُذي بِهِ
أنا لا أحيدُ عن الكلام الواضحِ
أمَّا سؤالكِ عن نصائحَ قُلْتُها
فنصيحتي: لا تأخذي بنصائحي
هذا وأمَّا موتنا وحياتنا
فكعَثْرَتَيْ قدَمَيْ حصانٍ جامحِ
فرسا رهانٍ في سباقٍ خاسرٍ
سِرُّ الخسائرِ تحتَ ظِلِّ الرَّابِحِ
ولقد نسيت مدائحي، بل إنَّني
عندِي هجاءٌ فاقَ كُلَّ مدَائحي
ماذا أقُولُ ولا أقُولُ؟ وما الذي
حقَّقْت من فشلٍ ذريعٍ ناجحِ؟!
سَفَرٌ طوِيلٌ عُدت منه، كأنَّما
وافيت من “رأس الرَّجاء الصَّالحِ”!!
ومخَرت بحرًا هائجًا متلاطمًا..
يا لُقْمَةَ العَيْشِ المَرِيرِ المالحِ!!
من كُلِّ نافذةٍ وبابٍ أنثني..
تستغلِقُ الدُّنيا أمامَ مَفَاتحي
وأعودُ من فوري إليكِ مُكَبَّدًا
والقلبُ مَفطورٌ بِسَهْمٍ جارحِ