حمصية كحدائق العنابي.. بقلم : أيوب حشاش

حمصية كحدائق العنابِ
عدية تسمو على الألقابِ
الماء في العاصي روافدُ بوحها
والبوحُ من دمها يفيض خوابي
تلهو بطين الحرف ينبت هجسها
زهر الكلام وخضرة الأعشابِ
من فيض أحرفها تخلقّ شاعرُ
يرعى مساء الكحل في الأهدابَ
قد حوطته بسحرها وبخورها
وتميمة وصلت من الأقطابِ

يانهر حمص بعثت نحوك هدهداً
برسائل سبئية الجلبابِ
كلماتها الأمواج أما حبرها
فسواد ليل الشاعر الأوابِ
وعلى خطى في الروح مخزومية
وجهت أشواقي لها وركابي
تقتادني الغيمات رؤيا كاهنِ
عين مراقبة لكل شهابِ
قرأت بفنجان الزمان فأبصرت
مدنا شواطئها وراء البابِ

ماكنت أعلم أن قافلة الهوى
وصلت لأرض الشام بعد غيابِ
شجن الغساسنة القديم وجدته
عبقاٌ يقدم باقة الترحابِ
زهو الغساسنة الجميل يقول لي
أنسج لحرفك أجمل الأثوابِ
أولاد جفنة أورثوك شجونهم
و أشارة خفيت عن الأغرابِ
فأرفع على اكتاف حرفك مجدهم
وانقل تحايا الراح للأعنابِ
وأقم على طلل القصور ورسمها
وأبعث تأوه شاعرٍ أعرابي
من أودعتك الصبر واجه نبضها
عصف الرياح بغزوة الأحزابِ
من ماء غيم أمطرتك قصيدة
حرست براعمها بعود ثقابِ
ومع حلول الفجر سطر بوحها
معناك فاتحة لكل كتابِ
فأذهب الى العاصي كثلج ذائبٍ
وأمسح مدامعه بماء سحابِ
وأبعث مع جريانه برسالة
تمحو عن الآفاق أي ضبابِ
..أني ولدت الآن من شجن التي
بدم القصيدة كابدت أنجابي..

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!