ريثما تنتهي الحرب / شعر : سليمان نحيلي

ريثماتنتهي الحربُ؛
ازرع شجرةً ولو في غير ِأرضِك°
جاوِر°سحابةً في السٌماء ِ
كي تتعلم منطقَ الغيمةِ
وعذوبةَ الصِّغار..
أفسِح الفضاءَ لوردةٍ
أطلّت°برأسها مِن°تحتِ الرّكامِ
واسقها مِن فيضك°…
* * *
ريثما تنتهي الحربُ
أشعل°شمعةً في يومِ ميلادكَ
فها قد كبُرتَ عاماً.
وكبرَ الحنينُ فيكَ مئةَ عام°…
* * *
ريثما تنتهي الحربُ؛
أثِّث°خيمتكَ بصورِ الشهداءِ
وأولئكَ الذين بعثرتهم°رياحُ المنافي بعيداً ..بعيدا
فليس للغريبِ بيتُ؛
وقل°: بيتي هناكَ
سأعودُ إليهِولو كانَ محنيَّ الظَّهر ِ
تتقاسمهُ القذائفُ والغبارُوغيبةُ أهلهِ..
* * *
ريثما تنتهي الحربُ؛
علّم أولادكَ رسمَ الحدودِ بين الدولِ
ثمّ محوها..
وخذهم بجولةٍ افتراضيةً في حاراتِ البلد°…
هنا دكّانُ أبي قاسم
هنا فرنُ أبي غُنيم ٍ
هنا مدرسةُ الحيّ
بيتُ الله وبيتُ الشيخِ
ملعبُ الكرةِ ..والحمّام ُ القديمُ
* * *
ريثما تنتهي الحربُ ؛
اعشق امرأةً أو أَنجب° طفلاً
كي يحارَ الموتُ فيكَ أو عدوُّكَ…!
* * *
ريثما تنتهي الحربُ؛
اقتطع من يأسِك َوقتاً
كي تتمرّنَ على الفعل المضارعِ
وانسى الفعلَ الماضي
وكانَ وأخواتها
فالماضي لن يعودَ
اقبض°على مفاتيحِ الحاضرِ
تنفتحُ أمامكَ مغاليقُ المستقبلِ..
* * *
ريثما تنتهي الحربُ؛
لاتكن°أنتَ
إلاّ حيثُ ينبغي أن تكونَ أنتَ..
كن° هم° ..أعني°:
مَن ° يشبهونَ الوطنَ
أو يشبهونكَ بالمنفى، والحنين…
مَن° ينكأونَ سُباتَ روحكَ
حينَ يمرّون على وترِ الذاكرةِ
أو يخطرونَ ببالِ المكان°…
* * *
ريثما تنتهي الحربُ؛
اقرأ° كتاباً…
دلِّل° لغتَك َ كنبتةِ حبقٍ على شبّاكِ عاشقةٍ
كيما تُفرجَ عن قصيدةٍ حينَ ترتجفُ شوقاً
عندَ الرجوع…..
* * *
ريثما تنتهي الحربُ
امنح° وجعَك َقامةَ الياسمين°
وامسح° دموعَ الآخرين°
وانسى دمعك°… 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!