وأبكي كما الخنساء/ للشاعرة مريم الصيفي

في رثاء أخي الحبيب الشاعر مصطفى الصيفي
رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ضياءَ عيوني ،،،فرَّ قلبي من الصدرِ
ليؤنسَ عذْبَ الروحِ في عتمةِ القبرِ
ويلقاكَ إذ عزَّ اللقاءُ بغربةٍ
يضمُّكَ جفنُ العينِ ما طالَ من دهرِ
أخي ،،يا ابنَ أُمِّي لن أصدِّقَ غيبةً
وتبقى ليَ الذكرى كشفعٍ بلا وِتْرِ
أغادرتَ يا ابنَ الرّوحِ ؟؟ يا سرَّ نبضِها
إلى أين يا عيني ؟؟؟ فلستُ التي تدري ،
عهدتُكَ لصقَ الروحِ قربًا وما درى
فؤادي بأنَّ البعدَ يُدنيكَ من سرّي
تراءيتَ لي نورًا يُضيءُ خواطري
ومثل حروفِ النّبضِ في خافقي يسري
أتى الحرفُ يبكي ملءَ عينيهِ دمعُهُ
على من سقاهُ الحُبَّ ،،،فانسابَ كالنهرًِ
لعينيكَ عيني تذرفُ الدمعَ ساخنًا
وقلبي تشظّى حيثُ باتَ بلا صبرِ
غيابُكَ حزَنٌ في حضورِ مواجعي
وذكراكَ عطرٌ في عروقِ دمي يجري
وأبكي كما الخنساء يا شاعري الذي
أبي أنت ،، إخواني ،،وأهلي أيا صخرِي
كم اكتملت أفراحُ قلبي وغرّدتْ
بلحنِكَ أطياري وغنّى لها شعري
أحنُّ إلى جلساتِ وُدٍّ تعاقبتْ
بها التمَّ شملُ الأهلِ كالعطرِ في الزهرِ
وفاضتْ مودّاتٌ زهتْ بمحبّةٍ
وأُنْسٍ حديثٍ زانَهُ عابقُ النشْرِ
وأنغامُ عُودٍ في لقاءِ أحبَّةٍ
تلاقتْ بها الأرواحُ في شُرْفَةِ العُمْرِ
فهل تُرجِعُ الأحزانُ ما فاتَ وانقضى
من اللحظاتِ ال زانها رونقُ البِشْرِ ؟؟؟
سيبقى عزائي فيك أفرُعُكَ التي
بها ( مجديَ ) الزاهي بداليةِ الفخرِ
و( مازنُ ) غيماتٍ عطاءً ونخوةً
يجودُ بفيضِ الخيرِ في اليُسرِ والعُسْرِ
دعوتُ إِلَهَ الكونِ يوفيك رحمةً
فروحٌ وريحانٌ بجناتهِ الخُضْرِ
أعيشُ على ذكراكَ في كلِّ لحظةٍ
معًا قد قضيناها وما فارقتْ فكري
تراءتْ ليَ الخطواتُ في بيتنا الذي
بقريتنا الشماءٍ في سوحِها الشُّقْرِ
وكرمٌ يحيطُ البيتَ يحلو شقيفُهُ
بهِ موقدٌ للنارِ كم فاضَ بالجمْرِ
بأرضٍ عشقناها وحُبُّ ترابِها
سرى مِلْءَ نبضِ الّروحِ في السرِّ والجهرِ
تعذَّرَ للأرواحِ لثْمُ ترابِها
وأضحتْ هِيَ الغيداءُ تقبعُ في الأسْرِ
حُرِمْنا بقاءً في ظِلالِ كرومِها
وغابتْ كما الزهراءِ في قبضةِ الشّرِّ
وأندلسٍ إذ ضيَّعتْها يدُ الرَّدى
فهل من رجوعٍ للثّرى باذخِ الطُّهرِ
فكمْ غرّدتْ للقدسٍ روحُكَ تشتهي
إليها رجوعًا ينقِذُ الرّوحَ من قهرِ
ولكنَّهُ ،،،،،لَمْ يُدرك القلبُ ما رجا
فكم ضيَّعتْ آمالَنا عتمَةُ الغدْرِ
سلامٌ يضُمُّ الرّوحَ يا شاعرَ المنى
ستبتسمُ الآمالُ في مطلعِ الفجرِ
وتُشرقُ شمسُ الصامدينَ لحقِّهِمْ
ويصدُقُ وعدُ اللهٍ بالفوزِ والنصرِ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!