آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
ولأن بي مثل الذي يجتاحنا
ولأن بي ملء الصباح مساء
دعني أبادلك الجنون طويلا
او دعني ابادلك الشجن
او دعني اقايض بالأغاني
“كل حقل للدماء”
دعني أرتب للمساء قصائدا
وللانسام مائدة المواسم
و للأطيار أشجارا وماء
او دعني أرتب للصلاة مدينة
ليس يدخلها الخراب أو العفن
بل ليس يرسلها الشقاء
الى الشقاء
دعنا نرتب للصليب دموعه
ونرتل القرآن حتى يستقيم القلب فينا
دون حقد او رياء
دع بلادي تستعيد بلادها
او تعيد ديار جدي
والبراري
والطفولة
والحكايا
والبهاء
او دع سرير الصخر يغفو
حيث كرماتي
وأمي
عند قارعة الدعاء
دعنا نرتب كهف غربتنا
نعمد الغرقى
اونطهر الموت الموشى بالبقاء
دعني ابادلك الرثاء قليلا… قليلا
فقلوبنا الحمقى
ليس يعرفها الغناء
الا ليسلبها كل حق للغناء
فاللحن متهم
والنخيل
والأيائل
والشتاء
والموت ناصية البلاد
والصوت عار
والصدى
والجسر لا يعني الخروج
ولا تجري الطريق إلى السماء
ولأن بي مثل الذي يجتاحنا
إن مات جدي
وانهدم
بيت الكرامة والإباء
او هز جرح نخيلنا
أو مر بالعري العراء
دعني اعلمك البراءة و الزجل: “
الموت بدء
والوطن
محض ابتلاء
والله تعرفه الضمائر واللغة
قبل الدفاتر والنداء
والأرض حبلى مستباح عرضها
بين الخرائب والدمن
من قبل ان يبدو الغمام مدينة
ومن قبل ان ينتابها هذا البغاء”
ولأن بي مثل الذي ينتابنا
إن شق حزن جيبه
او شق وجه الصخر
جندول وماء
دعني ابادلك الغناء طويلا
او دعني أحيانا
ابادلك البكاء
فالموت بدء يا صديقي
والوطن
محض ابتلاء..
محض ابتلاء …
منال
