يا بلادٌ/ بقلم:محمد الشيخ

يا بلادٌ

أُقبلُها نهدة نهدة

سوف آتي  ربيعا

لأستر عري الشوارع

كالورد والشجر المتقطر كل صباح ندى

.

يا ابنة القلبِ

أعطيك مائي فراتا

وأشرب ماءك دمعا

لذا أجعل الملح لوني

وأغمس في كل بحر يدا

.

كلُّ جرح

يموت على ضفة الوقت

إلاك أصحبت جرحا يعتقه الوقت

نزفا تجيئين _ كالورود ينزفُ عطرا _ دمي

.

كنت أهوى الخيال لأهرب

لكنني بعد أن جئتنى خنجرا

صرت أعشقُ كل الجراحِ

وأمشي إليك لأن لقائيك يطعمني دمعة مشتهاه

الشرود يهاجمني

في المجالس

في قصص الأصدقاء

كما يهجم الليلُ بالقبلات الكئيبة

حتى يبددَّ عن ثغر هذي السما شفقا بمثابة حمر الشفاه

بلغ الحب بي منتهاه

أيها القلب كن للبلاد الحزينة أنسا وقدم نفسك قبل قدوم الرعاة

.

أول    الحب كن  غيمة  وقصيدة

اوسط الحب كن  وردة  وقصيدة

اخــر   الحب كن خنجرا وقصيدة

.

كن لها مطرا دمعة

كن دما خنجرا

كن جميلا قبيحا وكن ما تشا

كن لهذي البلاد الحشا

ان أبناءهـا يأخذون “الرِّشا” عند كل شروق ولكنهم بالبكا يرجعون لحضن أبيهم عِشا

.

البلاد التي نشتهيها

تعتق فينا التفاهة خمرا

وتمطرنا بالـمـحـبة جمرا

ونحن نعب

كما ينبغي أن يكون السكارى

نوْسِع الوقتَ سبًا

ويـذهـــب بالــعـمــر ليلا نهارا

جاء يرمي بجيش العقارب تلدغنا

ثم نغلق نصف الشرايين

نكسر صمت الليالي

نغني لكل العذارى

للبلاد التي أدمنتنا سيجارا

أشعلت نفسها مرة لتكون بخورا

فكانت غمام

أيقظت فجرها مرة كي تغيث الزحام

فتحت ثـغـرها مرة وانفجرنا ابتـسـام

كشفت صدرها مرة فارتعشنا غـــــرام

غردت مرة ثم ألهمت العالمين الـكـلام

.

البلاد التي في الوريد

انها مطلع النص

سحر البداية

مسك النهاية

بيت القصيد

وهي واسطةُ

العقد في كل حسن مضى أو سيأتي

و عرض المزيد ……

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!