أرق / بقلم: الدكتورة المغربية بلقيس بابو

أرق

مهما فعلت ، مهما حاولت، أُمضي الليل أفكر فيك ، و مع سهري أتذكر أدَّق التفاصيل، أبعد الذكريات، أذكر أشياء خِلْتُها دفنت بمقبرة النسيان، لكن الليل له قدرة خارقة على السَّبْر في أغوار الذاكرة واجتثاث جذور الماضي .
يقولون إن الأرق من علامات الحب الحقيقي، و تقول الأسطورة إنه عندما لا أستطيع النوم ليلاً فأنا مستيقظ في قلب شخص آخر ، هل أنا كائنة في قلبك؟!؟
أسهر الليل وأتذكر كل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة ، الحائرة بين نشوى الحب و ألمه، بين الفرح والحزن ، الواقع والحلم ، السعادة والتعاسة ، ثم أتذكر كل لحظاتنا معًا منذ لقاءنا الأول، أذكر اتصالاتنا الطويلة ، وأذكر عدد الرسائل التي كتبتها لك ومن أجلك و أتوقف في رهبةٍ من سرعة تطور مشاعرنا ، وسرعة الأحداث ، والعفوية الاستثنائية بيننا.
بينما ينام الناس ، أبقى مستيقظة أعيد صياغة ذكرياتنا الجميلة ، وابتسامتي الممزوجة بدموعي، أخيط الواقع ببعض الأحلام، و أرقِّع ثوبَ الأمل لأُخفي معالم الألم…
لما أنا و لما أنت ؟
لما الآن؟ و ليس في زمن آخر..
أبقى سارحة طوال الليل
دون أي تفكير في النوم ،
أفكر في حياتي ، أفكر بك ، بنا …
حتى كل أحلامي فهي لك و بِك.
أحلم….. أشعر بالحياة …..
كيف يمكنني إخراجك من ذهني، وأنت الساكن بالبُطين الأيسر..
أنظر إلى وجهك و أنت نائم …
أمرر أصابعي على منحنيات وجهك
أفكر بهذا الطريق حيث التقينا و أتساءل إلى أين يأخذنا ….
لا أريد جوابا.
الحب هو لغة الأرواح المتمردة يحلق بالإنسان إلى أعلى درجات الرقي، فلا يخضع حينها لقوانين الأرض ، لا يُتحكَّم به و لا ينحني بإرادة أحد..
حبي لك هو أعلى درجات حريتي، سمائي التي أحلق بها دون منازع..
الحب كالحلم، يأتيك حينَ غفلة، يصدق كالرؤية أو يرحل دون استئذان…
لن أنام اليوم سأعدُّ ليالينا الطويلة التي أمضيناها تحت ضوء القمر،
أتساءل ما عساه أهون ، حبك المستحيل أم حكم بالإعدام ؟
أتساءل لما تتسلَّلُ كلَّ يومٍ بين أصابعي كالسَّراب…
ألا حقيقة أبداً وراء السَّراب؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!