آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
يراقب حسين عقارب ساعته اليدوية التي يراها تشبه نبضات سبعيني أصيب بجلطة قلبيه.
فبعد أن هيأ ملابسه الخاصة بالتخرج من الجامعة، استلقى على فراش نومه الذي شعر أن نعومته تحولت إلى إبر وخزها أجبره على التململ والتحول إلى الجنب الأيمن والأيسر وهو ينتظر الصباح.
يحرك وسادته كلما ضجت الأسئلة بعقله الباطني.
ماهي الدرجة التي سأحصل عليها؟
متى سأغادر إلى وطني؟
ساعة المنبه التي كان رنينها بالنسبة له كصوت أم أيقظت ابنها في صباح العيد توقظه.
اغتسل ولبس ملابس التخرج وذهب إلى مقر الجامعة ومنه إلى قاعة الإحتفال منتظماََ مع بقية الطلبة على المقاعد.
يلقي مدير الجامعة كلمته التي كانت كفاصل إعلاني رتيب الأغلب يريد إنتهاءها لمعرفة اللقطة الأهم،
والتي حانت بعد ختام الكلمة
ترقب وصمت يبدده تصفيق حار وقفزة من حسين بعد أن سمع اسمه يتردد في المقدمة مع مرتبة الشرف
تقدم واستلم شهادته من مدير الجامعة الذي همس له في أذنه بأن ينتظره بعد انتهاء التكريم
ارثر : تهانينا أستاذ حسين ونعرض عليك العرض الوظيفي التالي :
راتب مبدئي عشرة ألاف دولار
جنسية
تأمين طبي
تعليم
– أولا هذا شرف لي لكنني أفضل خدمة وطني
الذي سيفتح كل الأبواب أمامي
: لك حرية القرار تهانينا لك مرة أخرى .
هبط بأرض الوطن والشوق يسابق خطاه للقاء عائلته التي عملت له حفلة بسيطه،
تقدم فيما بعد للوظيفة وأعطي موعدا للمقابله،
وفي ليلة المقابلة دخل غرفته وأقفل الباب وبدأ يتحدث بصوت مرتفع استعدادا للرد على أسئلة اللجنة.
كرسي أمامه، وطاولة يجلس عليها خمسة أشخاص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
وعليكم السلام
إجلس
ماهي الأساسيات لعمل ضماد لمصاب بكسر في يده؟
– اسمي حسين بن محمد
تخصص جينات ( علم الوراثة الطبية)
– لم نسألك عن اسمك او تخصصك.
-تخصصي ليس له علاقة بسؤالك؟
يتنحنح من طرف الطاولة الأيمن سائلاََ.
– برأيك ماهي الطريقة الأنسب لتنظيم المرضى ؟
هذا السؤال يجيب عنه كل متخصص إداري!
بنبرة حاده يرد رئيس اللجنة من المفترض أن تكون ملماََ بإجابات هذه الأسئلة؟
نعطيك فرصة أخيرة بسؤال آخر.
– لو كنت مناوباََ بمستشفى وحدث حريق كيف ستتصرف؟
– اااا
بقي يتعتع حتى تذكر حديثه الذي كان يردده في غرفته ليلة البارحة بصوت مرتفع فقاله بسرعه :
(إنني أطمح من خلال تخصصي النادر أن نعمل مركزاََ بحثياََ متقدماََ يكون مرجعا لكل بحوث العالم في علم الوراثة الطبية )
