برتقال يافا/ بقلم أحمد محمود دحبور

 

ذاك النهار الكانوني عاد يوسف الى بيته بعد مطاردات كر وفر مع قوات الاحتلال تناول وجبة الغداء مما تيسر من بقل الأرض السمراء ، أخذ غفوة وتراءى له في الحلم خطة الليلة  ركب الحافلة التي نقلته الى رأس العين حيث مصنع تغليف البرتقال وصل المكان في اقل من ساعة بدل ملابسه واستعد للعمل كان جرار البرتقال يمر ببطئ كما كانت تمر الافكار في رأسه يغلفها بورق لميع ويضعها في صندوق كرتوني أعد للتصدير الى اوروبا وكانت كل ثمرة من ثمار البرتقال تطبع بلاصق مكتوب عليه Jaffo اي “يافا” وفي غفلة من المراقبين كان يحقن “حبة” البرتقال حقنة الفوسفور السام يسقطها في مكانها المعد وترتسم بسمة النصر على محياه

وصلت الشحنة الى اوروبا ، ونشرت الصحف الغربية خبر البرتقال المسمم بعد أن ادخل العديد من المصابين بين قتيل وحالة خطرة تم على أثره حظر استيراد البرتقال ممن سرقوا  اسمه وبات اسمه “البرتقال الحزين” القيت سلاما على روح سيدي غسان كنفاني لبست في الصباح بلوز بلون برتقالي ولوحت للشمس التي سرعان ما بددت غيوم كانون وتبسمت لي وانا القي بحجارتي على دورية سوداء اكتست من الغيوم ثوبا تغير الجو وتكاثرت الغيوم البيضاء وزفت الجبال عرسها الابيض احتفاءً بساعة النصر ، ودعت امي وهي تزغرد وتوصيني ان اصمد فكان نورها ضياء عتمة سجني في “بيت إيل”

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!