عقدُ قِران / بقلم : مجدولين السقا ( الأردن )

بعدما تجاوزنا المُر ها نحن نصلُ إلى البر

بعدما إرتطمنا بقاع البحر ها نحن ماء النهر

بعد علقمٌ، حنظلٌ وشَري تجازينا شهدٌ لاريٌ وعسلا

بعد سنين قحلٍ عجاف وجدنا النضجَ الثمرَ والدرَ

بعد صلاةٍ لرب الأرباب وبعد إبتهالات ٍإستغاثات ٍورجاء، بعد نحيبٍ عويل وبكاء، بعد غصةٍ كربةٍ وكآبة، بعد حطامٍ دمارٍ وخراب ها نحن وسط إستجابة الدعاء وتحقيق الرجاء وتلبية النداء، ها هي الفرحة والدواء، الغبطة صديقنا والسرور خليلنا، ها هي الأغاني الأفراح والزغاريد تقرع بابنا والناي يعزف بهجتنا

 

نعم اليوم هو طلاقي من الأحزان اليأس والبأس، الضعف التآكل والذبول، ودعتُ الدجى الليل والأسود، البكاء والعويل ، طلاقي من العادات والتقاليد من العرف والسائد، طلاقي من المجتمع المعاق الذي يُعيق، من الذكورية التسلط والتحكم

 

اليوم هو عقدُ قِراني على إصراري عزيمتي وإرادتي، على قوتي وجبروتي، على كياني ووجودي، على حبي لذاتي لنفسي وعلى حب الأنا، على إيماني بكوني بقدرتي وبإستطاعتي، على إعجابي بهيئتي ببنيتي، على دافعي عن أفكاري قراري مشاعري وعاطفتي،  على البوح ، الكلام وعلى قول ما بداخلي عما يقطنُ بجوفي وعما يدور في ذهني، على عدم السكوت والإذعان، على عدم الرضوخ والذل، على ثباتي ديمومتي وبقائي، وعلى إتخاذ الحب سبيلاً في الحياة، الشغف الأمل والطموح رفقاء دربي

 

وها أنا أرتدي أبيض الأيام أتزين بترانيم السعادة والبسمة وعلى أوتار الجنون أعزف ألحان مقبل الحياة ومستقبل الأحلام

 

بين نوتات الحياة ما بين الأبيض والأسود أقيمُ عرسي وإن إقتحم الابيض إسوداد وإن إحتل الأسود الأبيض وغاب،  وإن تلطخ النقاء بقليل من الشقاء وإن باغتت الحياة بالإلتهام المعنف للصفاء وإذ تخلت أنفس حتى وإذ تقطعت أخرى لا بد من وجود طريق الشفاء وسيحل الهناء شئنا أم أبينا سنحيا اللونين ، فمن غاب فعليه السلام وكأنه لم يكن وما مضي مات وعلى روحه الفاتحة ونهايةً مهما كان شكل الحياة ومهما كان اللون الذي أعيش أيما ظروف وأيما حال فسيبقى الأبيض عنواني وعلى نغم المجد سأرتل لينًا وسينشد بإسمي يومًا وسيصدح الكوكب بشدا قِراني

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!