واجب منزلي/بقلم:صالح بحرق

أفقت من النوم على صياح زوجتي بهية:
قم ياسالم قم زلزال..قم قم.. شوف العمارة كيف لما تسقط
فنهضت من نومي مذعورا وجلست جنبها اهدي من روعها والمذيع ينقل الخبر من مكان الحدث وقد اهرعت فرق الإنقاذ وتم سحب المصابين من تحت الأنقاض وإذا بزوجتي تجهش بالبكاء:
_مالك يابهية
_شفت الطفل الصغير اللي اخرجوه من تحت الدفن
_ايش هو ابنك
_انت مافيش في قلبك رحمة
_وواقع اليمن خلا في قلبي شي
_شوف شوف ياسالم هاتيك البنت تصيح أسرتها كلها ماتت
_مدن كاملة تخربت يقولك
وانتقلت زوجتي إلى قناة أخرى واذا فيها من الدمار أضعاف مافي الاولى عندها لم تتمالك زوجتي نفسها فاجهشت بالبكاء ثانية وهي تتمتم:
_ألطف بنا يارب
_لا تخافي لا تخافي هذي كوارث طبيعية
_كوارث طبيعية من قالك هذا الكلام هذا تخويف من الله سبحانه وتعالى الزلازل من علامات الساعة قوي ايمانك بالله ياسالم
ثم غطت وجهها وتوارت عن الشاشة قليلا وقالت:
_شفت ياسالم شفت، طفل حي خرجوه الساعة من تحت
_اطفال اليمن أيضا يعانوا من حكومتهم
_اني اكلمك هنا وانت تكلمني هناك اطفال اليمن متعودين ياسالم وربنا معاهم
_يارب اصلح بلادنا وجنبنا الفتن والزلازل
_شفت الان لما رجعت إلى الله
ثم وهي توجه كلامها إلى اذني وتقول برعب:
_سالم سالم جابوا العمارة اللي سقطت بالكامل في هذي القناة
_مادامك تخافي الليش تتفرجي قومي اطبخي الغداء
_ماليش نفس اليوم في الاكل وانت عاد بك شهية في الاكل ياسالم
_والأطفال نخليهم كمانا
يصوموا
وفي هذه الأثناء دخل سامح من الصالة مخترقا غرفة النوم قائلا لأبيه :
_بابا المدرس أعطانا سؤال صعب
_ايش هو
ماسباب الفساد
_هذا الحل عند امك عندها الاسئلة السياسية
_اوووه..بابا بلاش هزار
بجد اقولك
فاتجه سامح إلى والدته بهية قائلا:
_ ايش اسباب الفساد
فأخذت أمه تفكر والتلفزيون شغال على اخبار الزلزال ولم تعره جوابا فانسل سامح من غرفة النوم إلى الصالة وتناول القلم وبدأ يكتب
اسباب الفساد:
_عندما تستولي على ثروات البلاد دولة اخرى مجاورة
_عندما يكون حكام هذه الدولة مسيرين من قبل تلك الدولة
_عندما تكون عملة الدولة هابطة
_عندما تكون وسط الدولة عدة أحزاب
وقرأ سامح إجابته امام والده ووالدته منهمكة في متابعة أخبار الزلزال وجلس يتابع معهما التعليقات

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!