آفاق حرة تحاور الشاعر الفلسطيني السوري جمال الجشي

جاورته الشاعرة والإعلامية  ليلاس زرزور

الشاعر الفلسطيني السوري جمال الجشي

جمال فخري الجشي ..

تولد عام ١٩٥٧

فلسطيني الأصل ..

سوري المولد والنشأة ..مُقيم في بلاد الإغتراب منذ أكثر من ثلاثين عاما وما زال ..

حاصل على دبلوم هندسة مدنية من سوريا عام ١٩٧٩.

عضو مجلس إدارة ومشرف سابق لدى رابطة شعراء العرب … من شعراء رواد البيان في موسوعة الشعراء الألف التاريخية الصادرة عن دار النخبة الثقافية .. شارك بالعديد من

القصائد مع نخبة من الشعراء العرب في ستة دواوين مشتركة مطبوعة ورقيا ..

له مشاركات في أمسيات شعرية ببيت الشعر بالشارقة…

شاعر سامق ، متمكن .. نجح في فرض نفسه في الساحة الشعرية ونال العديد من الجوائز وشهادات التقدير ..

نشرت له العديد من الصحفة الورقية والإلكترونية والمواقع الأدبية …

كان لنا معه هذا الحوار القيم …

 

** متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة، ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟

 في بدايات المرحلة الثانوية كانت لي محاولات شعرية ونثرية ولكن بدأت بكتابة الشعر الموزون منذ حوالي ١٠ سنوات لا أكثر، من الطبيعي أن تؤثر البيئة والظروف التي يعيشها الشاعر في اتجاهاته وموهبته الشعرية، ولعلي تأثرت بجدي من جهة والدي والذي كان شاعرا ومدرسا للغة العربية والدين وأطلق عليه أهل البلدة لقب شاعر المجاهدين، وأيضا والدي رحمهما الله فقد كانا يكتبان الشعر العمودي  وتركا لنا رصيدا لا بأس به من القصائد الشعرية في معظم أغراض الشعر .

** الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟.

 لا بد من صقل هذه الموهبة ومما يساهم في صقلها، القراءة وحفظ الأشعار للشعراء المعروفين من مختلف العصور وخاصة شعر القدماء والذين تجلت في أشعارهم بلاغة وفصاحة العرب.

** كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟

 لا بد للشاعر ليكون ناجحا ومؤثرا أن يكون مُلِمًّا باللغة وأدواتها وخاصة النحو والإعراب فلكلّ حرف في اللغة العربيّة هدف خاص وله قيمة معينة لا بد من معرفتها.

** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة؟

لعبت وسائل التواصل الإجتماعي دورا كبيرا في نمو الحركة الأدبية بشكل عام، وساهمت إلى حد كبير تفجير المواهب الأدبية المختلفة لدى الشعراء والأدباء، ومن خلالها تم التعرف على الكثير من الأسماء الأدبية والتي لولا هذه الوسائل لما عرفناها وبقيت في إطارها المحلي الضيق.

** هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية؟ وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته؟

 المعلم جزء من صقل الموهبة الأدبية ويساعد في تطوير الموهبة لدى الموهوب، ولكن  تتوقف الموهبة وتطويرها وصقلها على الموهوب نفسه بالاعتماد على الذات وقابليته للعطاء وتطوير نفسه وصقل موهبته الشعرية باستمرار، وكم من موهوب تفوق على معلمه.

** ما رأيك بالنقد؟

 للنقد أصوله وأهله ومختصيه، ويفيد كثيرا إذا كان بناء ومنصفا، وعلى الأديب أن يتقبل النقد ويستفيد منه، وعلى الناقد أن يعالج النص من كافة جوانبه، وبيان نقاط القوة والضعف فيه وكذلك الصور  البيانية المختلفة للنص، ولكن للأسف في عصرنا الحالي نفتقد إلى النقاد الحقيقيين، ومعظم من ينصبون أنفسهم نقادا جل ما يبحثون عنه تصيد الأخطاء لدى الأديب ومحاولة البروز كنقاد أمام الجمهور لا كناصحين للأديب.

** هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟

 يوجد الغَثّ والسّمين في الشعر العربي حاليا وإن كثُر الغَث، لكن يبقى هناك شعراء جيدين يُعتد بهم وبشعرهم ويثرون المكتبة الأدبية العربية بأشعارهم القيمة.

** ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟

الشعر واحد سواء كان قديما أو حديثا، ولكل عصر سمته وميزته الشعرية الخاصة به، لذلك تم تقسيم الشعر على العصور، فنقول مثلا شعراء العصر الجاهلي، وشعراء العصر العباسي أو العصر الأموي أو الأندلسي وهكذا حتى وصولنا إلى شعراء العصر الحديث، ولاختلاف البيئة والطبيعة التي يعيشها الشاعر في كل عصر أثر في اختلاف أسلوب وأغراض الشعر بين عصر وآخر، ولا ننكر أن ما وصلنا من أشعار القدماء من العصور السابقة اكثر جزالة وبلاغة وتصويرا من الشعر في العصر الحالي الذي نعيشه.

** ما نوع الشعر المفضل لديك وهل الشعر هو تعبير عن الإحساس؟

– ولو أني أميل إلى شعر الحكمة واحبه كثيرا ولكن يجذبني ويشدني كل ما هو جميل من شعر بمختلف أغراضه الأخرى من غزل أو رثاء أو عام  … ، ومن الطبيعي أن يكون الشعر معبرا عن إحساس الشاعر وتأثره بما يحيط به من بيئة وظروف معيشية، وإن لم يعبر الشعر عن إحساس الشاعر نفسه يكون قد فرغ من مضمونه وأصبح متكلفا وعابرا.

** هل الشعر صناعة؟

الشعر موهبة أولا، وصناعة ثانيا، ولكل صنعة أدواتها، والصانع الماهر هو من يجيد استخدام هذه الأدوات والتفنن في إظهار جمالية ما يصنعه.

** ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟

 لست مع مسمى قصيدة النثر، فالشعر المعروف عند العرب على مدى العصور هو ما كان عموديا فقط وله موسيقاه وأوزانه وتفعيلاته الخليلية المعروفة وما خرج عن هذه الأمور لا يمكن أن يسمى شعرا ، فالنثر شيء والشعر شيء آخر، والنثر ما هو إلا جنس من أجناس الأدب المختلفة ولكن لا يمكن أن نسميه شعرا لأنه يفتقد للموسيقا والوزن التي يتميز بها الشعر، والنثر الجيد لا يقل أهمية عن الشعر الجيد، فَلِما لا نسمي الأمور بسمياتها الأقرب لها؟!.

** كيف ترى الوطن في شعرك؟.

للوطن نصيب الأسد من أشعاري، أبثه شوقي وحنيني وآسف لما وصل إليه حاله،

ولو أنّي أعتبر كل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج هو وطني، وإذا أصاب جرح أي جزء منه يحزنني ويدمي فؤادي، ولا بد للشاعر من أن يستذكر وطنه وأهله وجيرانه ومراتع الطفولة والصبا فيما يكتب بين

الفينة والأخرى، وأسأل الله السلامة لأوطاننا.

وأذكر هنا بعضا مما كتبته ضمن قصائدي للوطن:

قَـد ضـاعَ نـصفُ العُمْرِ بِالأَحزانِ// والـنِّصفُ ضـاعَ بِـفُرقةِ الأَوطانِ

أَرى يــا قَــومُ لـلـدُنيا رَكـنْـتُمْ// ألَيْسَ تُشدُّ للقُدسِ الرِّحالُ ؟!

أَمَـــا واللهِ لَــنْ نَـحـيـا كِـرامـاً// وأَقــصـانـا تُدنِّـسـهُ الـرِّذالُ

كلُّ الطُّيورِ إِلَى أَعشاشِها رَجَعَتْ// إِنّي الأَسيرُ عَلى الأَيَّامِ أنتَظِرُ

بَــنــي الأَوطــــانِ إنَّ الــــذُّلَّ مُـــرٌّ// وَطَــعـمُ الـمَـجْـدِ تَـعـرفُـهُ الـرِّجـالُ

يا قدسُ لا نَنساكِ ما طالَ المَدى// بُــركــانُ شَــعـبـكِ ثــائِـرٌ مَـسـجـورُ

حُـكـمُ الـطُّـغاةِ لَـئِنْ تَـطاوَلَ عُـمْرهُ// سَــيــزولُ حَــتـمًـا والــزَّمـانُ يَـــدورُ

فـاضَتْ لِذكْركِ يا دمَشقُ مَدامِعي// يَـهـفـو إلـيـكِ فُــؤاديَ الـمُـشتاقُ

لـلـغُـوطَةِ الـغَـنَّـاءِ يَـصـدَحُ طَـيْـرُها// لـمـنَـازِهٍ هــامَـتِ بِــهـا الـعُـشَّـاقُ

يـا أَيُّـها الـعربُ الـكِرامُ إلـى مَـتَى// الــجُــرحُ يَــنـزِفُ والــدِّمـاءُ تُـــراقُ

والـقُدس تَـرزحُ تَـحتَ ذُلِّ عَـصَائبٍ// لا عُــــرْفَ يـحـكُـمـها ولا أَخْـــلاقُ

جِـذْعُ الـعُروبةِ فـي الـشَّآم جُذورهُ// إِنْ مـــاتَ جـــذرٌ مَـاتَـتِ الأعْــذاقُ

جِــذْعُ الـعُـروبَةِ رأْسـهُ فـي جِـلَّقٍ// أَطــرافُــهُ يَــمــنُ الإِبــــا وعِـــراقُ

وأكتفي بهذا القدر من الأبيات المختارة في الحب والشوق للوطن.

**ماهي العوامل التي أدّت إلى الحَد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟

 نعم لوسائل الإتصال الحديثة وسهولة الحصول على المعلومة الأثر الكبير في الحد من انتشار الكتاب الورقي، إضافة لإرتفاع تكاليف إصدار الأعمال الورقية وقد لا تتوفر القدرة المادية لدى الكثيرين من الأدباء والشعراء لإصدار أعمالهم المطبوعة، وكذلك العزوف عن القراءة الورقية لدى معظم أبناء الجيل الحالي، وعدم قيام المؤسسات والدوائر الثقافية في معظم  الدول العربية بدورها الفعال في رعاية أهل الأدب والعلم .. وإن كان هناك بعض الإهتمام من بعض هذه المؤسسات فهو يعتمد على الواسطة والمعارف بين المسؤولين عن هذه المؤسسات والدوائر والأديب نفسه، إضافة إلى المواقف والظروف السياسية السائدة في عالمنا العربي والتي تلعب دورا في الحد من انتشار الكتاب الورقي بين هذه الدول.

** كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟

برأيي تبقى المرأة هي القصيدة بحد ذاتها، وأنظر إلى المرأة نظرة تقدير وإحترام، والنساء شقائق الرجال.

أما الشاعر فهو شاعر سواء كان ذكرا أم أنثى، ولا فرق بينهما، فالموهبة والمَلَكَة الشعرية لا تفرق بين جنس وآخر، ولو أن الساحة الأدبية العربية لم تنصف الشواعر على مدى العصور المختلفة لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا، ولكن منهن المئات ممن أثبتن أنفسهن وكتبن شعرا أفضل بكثير مما كتب الرجال من الشعراء.

ولو أني لم أتطرق كثيرا إلى الغزل في أشعاري ولكني أقرأ شعر الغزل وأستحبه إذا كان غزلا عفيفا لا يخدش الحياء.

وكنت قد قلت في إحدى قصائدي:

قالوا سَلَوتَ عَنِ المَحبوبِ قُلتُ لَهُمْ       

لا والَّـذي أَمـسَكَ الأَطيارَ في الأُفُقِ

وَكَـيفَ أَسـلو عَـرُوبًا قَـد كُـلِفْتُ بِـها       

مُـنذُ الـشَّبابِ وَعَـنها الـبُعدَ لَمْ أطِقِ

بَدرٌ إِذا سَفَرتْ عَيْــناءُ إِنْ نَـظَـرتْ

بــادَرتُ أتـلـو بِـآيـاتٍ مِــنَ الـفَـلقِ

ريمٌ إذا خَطَرَت مِـن عِـطرِها نَشَرتْ        

كـأَنَّـهـا جُـبِـلَـت بِـالـمِـسكِ والـحَـبَقِ

عَلى الوَفا طُبِعَتْ لِلعَهدِ قَد حَفِظَتْ   

مِـعـطاءُ مَـجْبولَةٌ عَـالجُودِ وَالـغَدَقِ

** هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين       هو إثبات للذات أولا وأخيرا؟.

 لا بد من الإشارة هنا أن مسمى الديوان الشعري هو ما يحوي كل أعمال الشاعر طيلة حياته، وبناء عليه يكون للشاعر ديوان واحد، ولو رجعنا للشعراء القدامى لوجدنا أن كل أشعارهم تضمنها ديوان واحد ولو كان من عدة مجلدات، ولكن جرت العادة حديثا بإطلاق مسمى الديوان على ما يطبعه الشاعر من أشعار على فترات متفاوتة، وأما ما يصدره الشاعر خلال مسيرته الشعرية من الأوجب أن نطلق عليه مجموعة شعرية وبالتالي تجمع هذه المجموعات جميعها في ديوان شعري واحد للشاعر نفسه.

 والمهم في الأمر هو جودة الشعر الذي تحويه المجموعة الشعرية المطبوعة، وعلينا الاهتمام بالكَيف لا بالكَم، فكثرة المجموعات الشعرية المطبوعة للشاعر ليست مقياسا لتقييمه بين الشعراء المجيدين، بل إن تحديد درجته بين الشعراء يكون بجودة شعره لا بكثرة إصداراته الشعرية، والتي نجد أن بعضها قد لا يساوي قيمة الورق الذي طُبعت عليه.

أمّا إصدار المجموعات الشعرية ذات القيمة الأدبية العالية من حيث اللغة والبلاغة والجزالة.. للوصول إلى ديوان شامل للشاعر فهو شيء جيد وإيجابي طبعا علينا أن لا ننكر ذلك، وهو يوثق حياة وأعمال الشاعر أو الأديب في زمنه الذي يعيشه ولمن يأتي من بعده.

** ما سر نجاح الشاعر؟.

 أن يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين فيما يكتب، ويختار الألفاظ السهلة مع الجزالة في اللفظ وحسن التصوير، ومخاطبة الناس على قدر عقولهم لإيصال الفكرة لمختلف المستويات الثقافية بين البشر، وأن يتمهل في نشر ما يكتب، ويطبخ قصيدته على نار هادئة كي لا تحترق.

وعليه القراءة في مختلف المواضيع الأدبية والثقافية وحفظ الشعر الجيد، وأن يبتعد عن التقليد وانتهاج أسلوبه الخاص في كتاباته، والإبتعاد عن الغرور، وأن لا يدير ظهره للنقد البناء بل عليه أن يستفيد منه في صقل موهبته الشعرية.

** لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية؟.

لا أسرار عندي تقريبا، وإن كان هناك فزوجتي والتي وقفت إلى جانبي وما زالت في السراء والضراء هي مستودع أسراري إن وُجدت، أما آرائي الشخصية فأناقشها على الملأ مع من يريد النقاش الجاد فيها.

** لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول؟.

القناعة كنز لا يفنى، والعطاء لا يتوقف عند حد أو عُمر معين، وفي كل يوم يمكن أن يكون هناك إنجاز جديد يختلف عما سبقه من إنجازات.

**ماهي كلمتك لجيل اليوم؟.

تمسكوا بدينكم، واهتموا بالعلم والأدب، وبالقراءة والمطالعة، وبَجِّلوا لغتكم العربية الأم وابتعدوا عن اللَّحن بها، واطّلعوا على لغات وثقافات الأمم الأخرى وخذوا منها المفيد والجيد ولا تذوبوا فيها، وكونوا على قدر المسؤولية لحمل هموم الأمة التي باتت تثقل كاهلها، فأنتم أمل المستقبل وبُناة المَجد لأمتكم.

** كلمة تحب توجيهها إلى القراء؟.

إقرؤوا جيدا، وأنصفوا إذا قرأتم، وابتعدوا عن المجاملات وكثرة المديح قدر الإمكان، ولا تستهينوا برأيكم فيما تكتبون في تعليقاتكم على أي نص والتي سيكون لها الأثر الكبير على من تقرؤون له، وشكرا جزيلا لكم على متابعتكم.

وأخيرا لا بد لي من توجيه كلمة شكر لكِ أستاذة ليلاس على هذا اللقاء الجميل وللقائمين على هذا المنبر الأدبي من مشرفين وإداريين كل الشكر والتقدير ..

دمتم بحفظ الله ورعايته.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!