الروائي محمد فتحي المقداد. سوريا يحاور المفكر الأديب: جوتيار تمر صدّيق. إقليم كوردستان. العراق.

تقديم:

منذ سنوات عرفته شاعرًا من خلال اشتراكي في العديد من المنتديات الأدبيّة – مرحلة ما قبل الفيس بوك بقليل- بداية اسمه لفت انتباهي.

في الحقيقة نحن أمام قامة فكرية يُعتدّ بها، وتعتبر مرجعًا فكريًّا في ظلّ ظروف باعدت بيننا وبين القضايا الأساسيّة، وصرفت الأنظار عن التحديات والمصاعب التي تواجه إقليمنا المُلتهب بالفوضى وانعدام الأمن، مع وجود اليد الاستعمارية الغربية والشرقية التي تعمل على تغذية النَّزَعات والنِّزاعات القوميَّة والدينيَّة والطائفيَّة؛ لفرض أجندات تخدم أعداء الأمَّة.

جوتيار تمر” له صولاته وجولاته في عوالم وساحات الأدب، مُتَنقّلا ما ببن المقالات والنُّصوص الأدبيَة من مسرح وقصَّة وشعر ونقد. جاء هذا المساق خارج نطاق تخصّصه الأكاديميّ كباحث تاريخيّ مُتخصّص أنتج العديد من الكتب ذات الطّابع التّاريخيّ، وهذا ما يجعلنا نستنج أننا في ساحة ثقافيّة واسعة الأفق، بتنوّعها الموسوعيّ.

وليس من السَّهْل بانتمائه العُضويِّ لقوميَّة الكُورد، أن تكون ثقافته وكتاباته باللُّغة العربيَّة، ويغلبُ على ظنّي أنّ “جوتيار تمر” مُثقَّف أصيل مُنتمٍ بطبيعته لجذوره الشرقية، وهو ما نستطيع أن نُطلق عليه: مُفكِّر ومُثقَّفٌ أمميٌّ، بعيد النَّظرة تتخطّى الحدود والحواجز لتُلامس حوافّ الكون الرّحبة، وهو جسر عبور سالك في الاتّجاهين المُتعاكسين في كلّ المعطيات. شُجاعٌ.. ثابتٌ.. واضح. وعلى بركة الله نبدأ حوارنا:

**جوتيار تمر” كيف تستطيع تقديم نفسك لجمهورك، ومتابعيك من العرب والكورد؟.

-جوتيار تمر صِدِّيق من إقليم كوردستان العراق، ولدت في  مدينة – أميَديىَ _ العمادية التي كانت عاصمة إمارة بادينان الكورديَّة، وبسبب الظروف اضطرت  عائلتي التنقل الى القرية التي عمل فيها والدي مُعلماً وهي في الاصل قريته – هوره –، ثُم تم ترحيلنا من قبل السلطات العراقية إلى مُجَّمَع “شيلادزىَ” السكنيِّ، ومن المُجمع انتقلنا إلى مدينة مركز محافظة دهوك، حيث فيها أتممت دراستي المتوسطة ومعهد إعداد المعلمين، ومن ثمّ البكالوريوس والماجستير ودراسة الدكتوراه في جامعة دهوك في الوقت الحالي، مُتزوِّج ولديَّ ابنة، أعمل مُدرساً في إحدى الإعداديَّات التابعة لمديرية تربية دهوك، وأعمل محاضراً في جامعة دهوك – تنسيب -، كليَّة العلوم الإنسانيَّة، التي أدرس فيها أيضاً الدكتوراه الآن، كما عملتُ محاضراً في جامعة “نوروز” لما يقارب السَّبع سنوات، وفي الكُليَّات المسائيَّة، وفي كليَّة الزراعة وفي كلية التربية الأساس في “أكرىَ” تنسيب، وأيضاً في معهد “أرارات” التقنيِّ، تخصُّصي الدَّقيق تاريخ العصور الوسطى، أكتب في مجالات النَّقد والقصَّة والمسرح والشِّعر والمقالات أيضاً.

** الثقافة الموسوعيّة لا شكّ أنّها أعطتكَ أبعادًا تتخطَّى حواجز الانتماءات القوميّة الضيّقة. فما هي المناطق التي تريد الوصول، من خلال وضع بصمتِكَ الفريدة المُتفرِّدة في محيطات لا تُؤمنُ بطريقتكَ للوصول للآخر؟.

-الثقافة بحدِّ ذاتها تعتبر نمواً تراكمياً على المدى الطويل، وهي حقل معقد تتمثل وحداته بما يمكن ان نطلق عليه الصفات او السمات الثقافية، او النمط الثقافي، والاتصال بالثقافات الاخرى هي من احدى اهم مراحل النمو التراكمي الذي تحدثنا عنه، ومع ذلك فإنَّ مقولة التخصُّص أمْ الموسوعيَّة هي إحدى أبرز الإشكاليَّات التي تُواجه المثقَّف الحالي وعلى الأخصِّ في الشَّرق الأوسط؛ فالاختلاف في الانتماءات سواء القوميَّة أو العقائديَّة والتنوُّع المُدهِش في المذاهب والأيديولوجيَّات، كلَّها تجعل المثقَّف أمام حواجز لا يمكن تجاوزها، كوجهة نظر شخصيَّة ألَا يمكن بالثقافة الموسوعيَّة التي تخرج بالإنسان من دوائره الضيِّقة إلى دوائر أوسع، يمكن من خلالها إنتاج ما يخدم وجوده الإنسانيِّ والوجودِّي بسواء، فضلاً عن ذلك فإنَّ التخصُّص مع المثقَّف الموسوعيِّ الأكاديميِّ، لا يُشكِّل عائقاً لكونه يخدم قضيَّته التي يُؤمن بها من خلال رصد التَّاريخ وتحليله وِفْق اِتِّجاهات مُعاصرة بعيداً عن التبلُّد والتحجيم، الذي فرضه الواقع السُّلطويِّ، وحتَّى الدينيِّ عليه، ومع تخصُّصه يمكنه أن يُقدِّم، ويُساهم في نشر الفكر الإنسانيِّ من خلال التمازُج في المجالات الأخرى، ومع الثقافات والانتماءات الأخرى، ولعلَّ تقديمي لما يُقارب (24) ديوان شعري ومجموعة قصصيَّة على مستوى الوطن العربيِّ (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، الأردن، لبنان، سوريا، العراق)، وكذلك لبعض المُغتربين في (السُّويْد، النَّمسا)، دليل على أنَّ التخصُّص لم يكن مانعاً للانفتاح على الثقافات الأخرى، والنتاجات الأخرى غير التاريخيَّة.

**كتابُكَ (الفتح الإسلامي لكوردستان بين التفسير الدِّينيِّ والمنطق التاريخي)، ذكّرني بالعلَّامة والمؤرِّخ د.”عماد الدّين خليل” ابن الموصل، وكتابه (التفسير الإسلاميّ للتّاريخ). هل أتى ذلك من قبيل الصُّدفة البحتة، أم هو أخذ التاريخ عُنوة لتفسيرات وتأويلات فلسفيّة تتبع لأيديولوجيا فكريّة، وحشد جميع الشواهد والوقائع لتتوافق مع المنظور الدينيّ؟. برأيك: ما هو الفرق بين التفسير الدّينيّ والمنطق التّاريخيّ؟.

-د. “عماد الدين خليل” هو بلا شكِّ أحد أبرز المُفكِّرين الذين لا يمكن التغافُل عن ذكرهم في مجال التَّاريخ، وعدَّة مجالات أخرى، ومع ذلك فإنّ كتابي “الفتح الإسلاميِّ لكوردستان بين التفسير الدينيِّ والمنطق التاريخيِّ” هو في الحقيقة نقد للتفسير الدينيِّ للتَّاريخ بحدِّ ذاته، باعتبار أنَّ التَّاريخ يُمنطِقُ الحدث وِفْق مساره الخاصّ، ولا يمكن اِعتبار ما حدث هو نتاج مفهوم سبقيٍّ بالأخصِّ الدينيِّ؛ فالرَّحمة دينيّاً وإنسانيّاً مفهوم ثابت، ولكن الحرب دينياً وتاريخياً فيها اختلاف؛ فالحرب دينيّاً للرَّحمة، ونشر الرَّحمة، وهي الحرب المُقدَّسة: جنود الله، والرب مثلاً، وفي المنطق التاريخيِّ فإنَّ الحرب: قتلٌ، وسَبْيٌ، وذراري، وجواري، وغنائم، وتدمير، وحرق، ودماء، وتهجير، واستيطان، وجِزْية، وخَرَاجْ، واسترقاق واستعباد، لذا من الصَّعب أن يقرأ إنسانٌ مُثقَّف كلَّ تلك الأحداث على أنَّها لفرض ونشر الرَّحمة فحسب، وتاريخنا الكوردي مليء بالشَّواهد، التي تجعل من التفسير الدينيِّ للحَمَلات الإسلاميَّة على مناطقهم بعيدة عن المنطق التاريخيِّ، على ذلك الأساس جاء كتابي؛ فالنصُّ التاريخيِّ وفق المنهج التاريخيِّ الأكاديمي: هو في الأساس دراسة النصِّ المقدَّس، وليس الترادف اللُّغويّ الخاطئ عند الفُقَهاء والمُفسِّرين، وكما يقول: د. “عبدالجبار العبيدي” عن المنهج التاريخيِّ: هو الذي يعطيكَ العُمق الفلسفيِّ للعقيدة التاريخيَّة؛ لكي تكون المُسلَّمات واضحة المعنى في التحديد، لذا يجب إعادة النَّظر في دراسة النصِّ بعيداً عن التفسيرات الميثولوجيَّة التي طرحها الفكر الدينيِّ التقليديِّ للفُقهاء والمفسِّرين بعد القرن الثاني للهجرة، وجعلنا نَدُور في حلقات مُفرَغة؛ لم نصل بها إلى حلِّ المعضلات الفكريَّة الأساسيَّة، ومن هنا يُمكن إدراك ماهِيَّة الفرق بين التفسير الدينيِّ، والمنطق التاريخيِّ.

 **جوتيار تمر” أديب كتب المسرح والقصّة والأدب مع أنّكَ مُؤرِّخ مُتخصّص، وكأنّني في مُحاكاةٍ ومُماهاةٍ مع العلّامة “محمود شيت خطّاب” الذي أعاد كتابة تاريخ الفتوحات الإسلاميّة من خلال موسوعته البحثيّة، كما أنّني قرأت له بعض الروايات منها “عدالة السّماء”. فما هو وجه الشّبه بين الحالتيْن؟. وهل ذلك من قبيل الصّدفة أيضًا؟.

– التاريخ يمنحك آفاقًا واسعة؛ فالتاريخ كعلم لا يمكن حصره في دائرة واحدة، وتعدُّد الدَّوائر بحدِّ ذاته تنوُّع في الثقافات وتنوُّع في المصادر، وتنوُّع في الالتقاطات المناسبة التي تتلاءم مع المسار أو الأسلوب الأدبيِّ في أيِّ مجال من المجالات المذكورة، لاسيَّما إذا كان المؤرِّخ أو الكاتب أو الأديب، يمكنه أن يتجاوز السَّبقيِّ المفروض عليه سواء دينيّاً أو قومياًّ، وفي التَّاريخ نفسه نماذج كثيرة، ممَّن دوَّنوا التَّاريخ، وفي الوقت نفسه كانوا شعراء بارزين أو أدباء يكتبون في مجالات مُتعدِّدة، وبحكم أسلوب كتابة التاريخ آنذاك، لاسيَّما اِتِّباعهم في البداية نهج المُحدِّثين في نقل الرِّوايات التاريخيَّة من خلال السَّند والرُّواة؛ فإن غالبيَّتهم كانوا يتخصُّصون في علوم الحديث والتفسير أيضاً، كالطبري (ت 310ه)، وابن الأثير(ت630ه) وغيرهما، وفي مجال الأدب والتاريخ كالأصفهاني (597ه) وغيره، والعلَّامة “محمود شيت خطاب” أنموذج في هذا الاتِّجاه مع التأكيد على ملاحظة، كونه لم يتجاوز فكره الدينيِّ في كتاباته الأدبيَّة والتاريخيَّة، ومع ذلك إن الاستشهاد به كأنموذج موسوعيٍّ أدبيٍّ تاريخيّ لا يمكن إنكاره، وهنا لستُ أقارن نفسي به، ولكن لربَّما انتهجتُ نفس مساره في الكتابة مع فارق أنّي أكتبُ التَّاريخ للتَّاريخ، ووفق الحدث التاريخيِّ، وأقوم بتحليله وفق الشَّواهد المباشرة التي رافقت الحدث التاريخيِّ، دون الأخذ بالتفسير الميثولوجيِّ، وإضفاء صفة الرَّحمة على الحدث، باعتبار أنَّ التَّاريخ له قواعده الخاصَّة البعيدة عن تلك التي فرضها المحدِّثين، والفقهاء، والمفسِّرين، وحتَّى وُعَّاظ السَّلاطين وكتابهم.

** كتبتَ الشّعر والقصّة والمسرح والمقالات. أين تجدُ نفسكَ بين هذه الفنون الأدبيّة؟. ولقد كتبتَ باللّغتين العربيّة والكورديّة، فهل تعرّضت من البعض المُتزّمت والمُتعصّب للسخرية والاستهزاء، ربّما يصفونكَ بالرّمادي، بموقف البيْن بيْن، ويطالبونكَ بتحديد موقفك بوضوح؟.

– أن تكتب بلغة ليست لغتك الأم، أمر يتطلَّب الكثير من الاشتغال على النَّفس، ولأني “كورديٌّ” ما زلتُ أتعلَّم، وما زلتُ أحاولُ أن أُنمِّي مُعجمي اللَّغويِّ، طالما ما زلت أكتبُ بالعربيَّة، والغريب أنّي كباحث تاريخيّ وأدبيٍّ أتبِّعُ سيرة غالبيَّة المؤرِّخين والكُتَّاب والأدباء ضمن فترة تخصُّصي، لأنَّ غالبيَّتهم في الأصل لم يكونوا عَرَباً، ولكنَّهم أجادوا وتركوا إرثاً ما زلنا نستعين به في معرفة الأحداث، والوقائع التاريخيَّة، ونستشهد بأدبيَّاتهم في حياتنا اليوميَّة، ومع ذلك فالأمر صعبٌ وما زال صعباً، وحقيقة من خلال تعاملي مع الأدباء وبالأخصِّ في أغلب الدول العربيَّة، لم أجد منهم ما يُثبِّط عزيمتي، بالعكس تماماً وجدتُهم يُطلقون عليّ الألقاب كالمفكَّر، والفيلسوف، والأديب، والكاتب الموسوعيِّ وغير ذلك؛ فكان الأمر تشجيعاً لي للاستمرار في العطاء والتطوُّر، استثني منهم بعضًا ممَّن كان في الأول صديقاً، ولكنَّه تحوَّل بسبب موقفي من استفتاء استقلال كوردستان 2017 إلى ما يمكن تسميته بالعدوِّ اللَّدود؛ فمواقف البعض بالأخصِّ داخل العراق كان عِدائيّاً مُتوحِّشاً؛ فأصبح يطلق عليَّ وعلى الكورد النُّعوت التي توارثها عن أجداده ممَّن كانوا يرون الكورد قُطَّاع طرق ولصوص، وشعب بليد، في حين كان الكورديُّ بعيداً عن السُّلطة ومُعارض، ولكن هؤلاء أنفسهم أصبحوا يرَوْن الكوردي شُجاعاً وفياًّ حين استطاع الكورد أخذ زمام الأمور على الأقلِّ في مناطقهم، أما ما يخصُّ كتابتي بلغتي الأم الكوردية، نعم هناك من يقول لي أنَّكَ مُقصِّر جداًّ، ولا يُفتَرضُ بكَ الكتابة بالعربيَّة خاصَّة، وأنتَ تمتلكُ كلَّ هذه الثقافة والمعلومات، وقدرتكَ على الكتابة في كلِّ المجالات، ومع ذلك أرى بأن إيصال رسالتي ككورديٍّ إلى غير الكورديِّ لا تتمُّ إلَّا بأن أكتبَ إليهم بلغتهم، بالأخصِّ ضمن محيطي الذي أعيشُهُ، بالطبع مع عدم الإغفال عن الكتابة بلغتي الأم، التي أملك ديوانًا شعريًّا حداثيًّا متكاملًا باللُّغة الكورديَّة، لكنِّي لم أطبعه لحدِّ الآن.

 ** في ظلّ ظروف قاهرة لشعوبنا العربيّة والإسلاميّة على حدٍّ سواء، وفي عِرَاق اِتّضحت معالم انقساماته القائمة على خلفيّات طائفيّة وإثنيّة وقوميّة. بمنطق الباحث والمُؤرّخ، أيّهما الأفضل لمواجهة التحدِّيات أن يبقى العراق دولة واحدة قويّة، أم دُوَلًا وكيانات ضعيفة وهزيلة لا تملكُ من أمرها شيئًا؟.    

– العراق كان في الأصل مُقسَّماً تاريخيّاً؛ فعراق العجم، وعراق السَّواد كان واقعاً، فضلاً عن ذلك؛ فنظام الأقاليم التي انتهجها العرب المسلمون بعد دخولهم للمنطقة؛ أثبتوا بأنَّ هناك اختلافٌ في الطَّبيعة على مستوى الطَّبائع البشريَّة السكانيَّة والتضاريسيَّة في المنطق؛ لذا كان هناك إقليم الجبال، وإقليم الجزيرة، وإقليم أذربيجان وأرمينيا وإيران، وإقليم خوزستان، وإقليم فارس فيما بعد، وفي العصر السُّلجوقيِّ كان هناك إقليم كوردستان؛ فقد اقتطع السُّلطان سُنجُر السُّلجوقي(511-551ه) من إقليم الجبال مناطق وأطلق عليها كوردستان، وولى عليها ابن أخيه سليمان شاه، وضمن السِّياق التاريخيِّ الحديث أيضاً، كان ما يسمَّى العراق الآن مقسماً إلى ولايات الموصل وبغداد والبصرة، وحتَّى بعد الحرب العالميَّة الأولى 1914-1918، لم يكن هناك ما يُشير إلى وحدة لا إثنيَّة ولا جغرافيَّة للعراق، وبعد انتصار الحلفاء، وبداية تأسيس الدَّوْلة العراقيَّة بموجب مؤتمر القاهرة الذي عقدته بريطانيا في آذار 1921، كانت الدولة العراقية مؤلَّفة من ولاية بغداد والبصرة، واستمرَّ الحال إلى عام 1925، عندما أُجري استفتاء، حيث كانت تركيَّا تُنازع العراق على ولاية الموصل المعروفة تاريخيًّا بمشكلة الموصل، هذا النزاع وهذا الاختلاف والتقسيم لم يأت من فراغ، لكونه أمرًا مُتجذِّرًا في البنية الاجتماعيَّة والإثنيَّة والقوميَّة والمذهبيَّة والدينيَّة في العراق، أنا لستُ أحكمُ من خلال العاطفة، والشِّعاراتيَّة التي دمَّرت العراق منذ تأسيسه إلى وقتنا هذا؛ فقط الاحتكام للمنطق التاريخيِّ، والواقع التاريخيِّ؛ يثبت أنّ الشِّعارات التي يُطلقها السَّاسة: ليست سوى فرقعات إعلاميَّة؛ فالتقسيم موجود في قلوب من يقطنون على أرض العراق؛ وإذا ما استشهدوا بوقت النِّظام السَّابق، فأيَّة سلطة دكتاتوريَّة يمكنها فرض سياستها العسكريَّة الاستخباراتيَّة، وجمع الأطياف والمكونات تحت سيادة واحدة، ولكن حينها يفقدُ الإنسان قيمته الوجوديَّة كإنسان، وعلى هذا الأساس، أرى أنَّ سياسة الأقاليم ستكون أنجح حلٍّ للعراق الحالي، لاسيَّما أنَّ العراق لا يحكم نفسه بنفسه، ولن يحكم نفسه بنفسه طالما هناك أجندات خارجيَّة، هي التي تُحرِّك سياستها، وهي التي تتحكَّم بموارده، وهي التي تتحكَّم اجتماعياًّ أيضاً بالولاءات؛ فالانقسام ليس سياسيّ مذهبيّ دينيّ طائفيّ فحسب، إنَّما اجتماعيٌّ إثنيٌّ أيضاً.

 **جوتيار تمر” بين عالميْن متقاربيْن مُتباعديْن. تتنازعه هويَّتان. هويَّته الثقافيّة العربيّة ذاتُ البُعد الإسلاميّ الشرقي، وبين الهويّة القوميّة الكورديّة التي ينتمي لها دمًا ونسَبًا. كيف تستطيعُ التوفيق بين هذه المُتناقضات المُتنافرات المُتدابرات؟.

– الثقافة العربيّة تتمثّل بالدرجة الأساس في اللّغة التي اذأكتب بها، ومن ثمّ في التاريخ باعتبار أنّ الكورد وكوردستان، كانت جزءًا من الأقاليم التي وصلت جحافل الجيوش العربيّة الإسلامية إليها، وسيطرت عليها، وأخضعتها لنظامها الإداريّ؛ فلكي أعرف تاريخ وجودي في العصر الوسيط الإسلاميّ؛ لابدّ أن أتسلّح بالثقافة العربيّة، باعتبار أنّ المدوّنات الكورديّة معدومة حول تلك الفترة الزمنيّة، ولكي أتمكّن من استخلاص واقع الكورد وكوردستان من بين الأسطر، لابدّ أن أحمل الهويةّ الثقافيّة العربيّة الاسلاميّة، ولكن لأستعيد هُويّتي الكورديّة، وأن أتجاوز الموروث التاريخيّ العربيّ عن الكورد، وألجأ إلى الموروثات الأخرى كالفارسيّة واليونانيّة، ومن خلال جمع تلك الموروثات حول الكورد؛ تتشكّل معالم هُويّتي الأساسيّة الانتمائيّة؛ فالكورديّ مستقلٌّ بهويّته، وثقافته ووجوده، وجغرافيّته، وهذا ما تؤكّده المصادر التاريخيّة، ومن يتتبّع سوسيولوجياًّ الوجود الكورديّ، وبنية المجتمع الكورديّ؛ سيجد بأنّ له جذور منغرسة في الأرض، وله تقاليد وعادات، ولباس وأرض وحياة خاصّة به، واستطاع الحفاظ على خصوصيّته إلى وقتنا الحاضر، وهنا تبرز قيمة الهويّة الكورديّة التي أحملها، والتي تطغي على الهويّة الثقافيّة العربيّة؛ ففي المحصّلة فإنّ الأجيال التي وقعت تحت حكم النظام العراقيّ السابقّ؛أُجبِرت على حمل الهويّة الثقافيّة العربيّة، ولكن باعتقادي أن الاجيال الحالية والقادمة ستحمل هويّتها الكورديّة الصرفة البعيدة عن المؤثّرات السلطويّة، التي تحكّمت بنا نحن الكورد منذ عصور.

 ** ملاحظة مُستنتَجة من عناوين كتاباتك التاريخيَّة حول القضيّة الكورديّة في كتابك الأوَّل (الكورد القيمريّة في القرنين السابع والثامن الهجري)، و(أمراء في الدولة الأيوبيّة)، و(العلاقات الإسلاميّة الكورديّة في ظلّ الحكم الأمويّ)، و(الفتح الاسلاميّ لكوردستان بين التفسير الدينيّ والمنطق التاريخيّ). كأنّك تُؤكّدُ على البُّعد الإسلاميِّ الكورديّ، بينما هنُاك ممّن يصف الإسلام بالاستعمار، ويتّهم الإسلام بتذويب الهويّة القوميّة الكورديّة، فكيف يمكن فكّ هذه المُعضلة الإشكاليّة بين فَهْم المُفكّر الباحث، وبين واقع التجييش بأذانه الصمّاء الرّافضة للاحتكام لصوت العقل والمنطق التاريخيِّ؟. 

– الاختلاف في الرؤية حول مفهوم الفتح والاستعمار أخذ مساحة كبيرة بين الاوساط الكورديّة المثقّفة والأكاديميّة، وحتّى العامّة، لاسيّما بين التيّار الدينيّ والتيار العلمانيّ والقوميّ الكورديّ، وحقيقة أنا شخصيّاً لستُ مع مصطلح الفُتوحات، لأنّ التّاريخ كما سبق وأن قلتُ أحداث ووقائع، وأنظر للتّاريخ بعيداً عن الموروثات الميثولوجيةّ السبقيّة؛  فالعنوة التي رافقت دخول الجيوش في غالبيّة مناطق كوردستان لم تكن تحمل المفاهيم السبقيّة للرّحمة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إنّما رافقها القتل والسّبي، حتّى استعاذ الخلفاء من سبايا الجلوليّات الكورديّات، فضلاً عن ذلك فغالبيّة الكتب التي قمت بتأليفها هي دراسات تحليلية نقديّة للآراء التي ذهبت إلى أسلمة الكورد دون مقاومة، فبحسب التقسيمات التاريخيّة والمصادر الأوليّة، هناك مناطق كورديّة لم تدخل الإسلام إلى عام 120ه، أي في العصر الأمويّ، تلك المناطق حافظت على ديانتها الزرادشتيّة التي نراها ديانة الكورد الأصليّة، بالتالي فإنّ البُعد الإسلاميّ للكورد في كتاباتي، ليست نابعة من الافتراض الذي يتبنّاه أصحاب الفكر الدينيّ، والذي يتمثّل بأنّ الكورد؛ استقبلوا الاسلام برحابة صدر دون مقاومة، بالعكس تماماً فأنا أشير إلى المناطق وفق تاريخيّتها، وكيفيّة دخول العرب المسلمين إليها، فإن كانوا دخلوها بعد حرب وقتال، أي عنوة، أراها مُحتلّة، قد سيطر عليها المسلمون بالقوّة، وإن دخلوها سِلْماً أذكرها وفق شروط السّلم، أو صُلحاً أذكرها وفق بنود الصُّلح، وهذا ما يجعل كتاباتي مخالفة عن السّائد الذي يرى بأنّ الكورد تبنّوا الإسلام، حتّى قبل دخول الجيوش الإسلاميّة، وللعلم: إنّ أوّل وصول للإسلام عسكرياًّ كان في العام السادس عشر الهجري؛ فالتوازن في الطرح الأكاديميّ  الأساس الذي أتّبعه، وليس العاطفة التي تُعكّر صفْوَ التاريخ، أمّا ما يخصّ تذويب الهويّة الكورديّة، أعتقد بأنّي قد أخالفكَ الرأي فيما يتعلّق بهذا الأمر، فالرّؤية الإسلاميّة العربيّة للكورد لم تكن نابعة من صميم الوجود الكورديّ، إنّما جاءت الرّؤية وفق النهج السّبقيّ الانتقائيّ التناقليّ، حيث تبنّت الرؤيةّ مساراً لم تحد عنه إلا بعد استلام الكورد للسّلطة في عصر الدولة الأيّوبيّة؛ فالكورد حتّى من حيث التسمية في المصادر التاريخيّة العربية لم يحصلوا على حقوقهم، حيث رافق اسم الكورد اسم الأعراب، وجاءت تسميتهم على وزن الأعراب، ومن ثمّ فرضوا هويّة اللّصوصيّة وقطع الطريق على الكورد، وعمّموا ذلك، كما عمّموا عليهم صفات الخارجيّة (الخوارج) والشّراة، مع العلم بأنّ تلك المشاكل الاجتماعيّة كانت موجودة في صميم وصلب وحاضرة الخلافة العربيّة الإسلاميّة، وبذلك فإنّ تذويب الهويّة الكورديّة، ولصق الاتّهامات بها هي سمة تاريخيّة سبقيّة عربيّة إسلاميّة لا يمكن إنكارها.

 ** هناك من يسُبُّ ويشتُم القائد “صلاح الدّين الأيّوبي”، بأنّه نسيَ قومه الكورد، وذهب وبنى دولة للعرب بدل أن يُقيم دولة للكورد. وفي كتابكَ (أمراء في الدولة الأيوبيّة) وصفتَها بالدّولة الأيّوبيّة؛ فهي إذن ليست عربيّة حسب زعم الزّاعمين. ولا أنسى دخول جيوش الاستعمار الفرنسي، حينما دَخَلَتْ دمشق بقيادة الجنرال “غورو” 1920، وأوّل فعل قام به “غورو” ذهب إلى قبر صلاح الدّين، ووقف أمامه، ورَكَلَ مُقدِّمة القبر ببسطاره. وقال مقولته الشّهيرة: “ها قد عُدنا يا صلاح الدّين، وكنتَ قد قُلتَ لا عودة لكم ثانية”. فأين يقف “جوتيار تمر” من هذا؟.

في كتابي “الكورد القيمريَّة”، وفي مقدِّمة كتاب “أمراء في الدَّولة الأيوبيَّة” أكَّدتُ، ووفق الدلائل والقرائن التاريخيَّة: بأنَّ تأسيس الدَّولة الأيوبيَّة كانت انعطافة تاريخيَّة كبيرة، ليس في تاريخ الكورد الخاصِّ فحسب، إنَّما في التاريخ الإسلاميِّ العام، وذلك لأنها استطاعت من حيث الدَّوائر الانتمائيَّة الكورديَّة من استقطاب غالبيَّة القبائل الكورديَّة، التي كانت وقتها تُصارِع من أجل البقاء، لاسيَّما أنَّها كانت محاطة بالمغول من جهة، والخوارزميَّة والزنكيَّة والسَّلاجقة، وغيرها من القوى الإسلاميَّة آنذاك، وكلُّ تلك القوى كانت تحاول بسط سُلطتها على المناطق المتاخمة لحدودها، وإخضاع القبائل لسلطتها، ومن ثمَّ صهرها في بوتقة وجودها السُّلطويِّ، وإقحامها في صراعاتها مع القوى الأخرى، ومجيء الأيُّوبيِّين آنذاك كان طوْق نجاة لتلك القبائل: كالشهرزوريَّة، والهذبانيَّة، والحميديَّة، والهكاريَّة، والقيمريَّة، والزرزايَّة، والعديد من القبائل الأخرى، ومن جانب آخر: فالنسب الأيوبيُّ واضح، وهو نسب كوردي أصيل.

أمَّا الآراء التي تريد إقحامه ضمن الصِّراع العربيِّ الترُّكيِّ الكوردي؛ فهو أمر لا يتوافق مع الشَّواهد التاريخيَّة؛ فهؤلاء يتمسَّكون بقول أمير أيُّوبيٍّ، ويتجاهلون ردَّة فعل الملك الأيُّوبيِّ الحاكم، والكبير والسَّلطان الحقيقيِّ في تناقُض واضح للصَّيْرورة والسَّيْرورة التاريخيَّة، ومع ذلك فإنَّ الأصوات التي تأتي خاصَّة في عصرنا مُتَّهمة “صلاح الدين الأيُّوبيِّ(567- 589هـ )، بكونه لم يفعل شيئاً للكورد يتبنُّون رؤيتهم هذه من خلال مقارنة الحاضر بذلك العصر، والتاريخ لا يشفع لهؤلاء؛ لأنَّهم يُقحمون المفاهيم والمصطلحات التي نشأت، وانتشرت في عصرهم، ويُسقطونها على ذلك العصر؛ فالصِّراع حتَّى وإن كان موجوداً بين الكورد والتُّرك ضمن جغرافيَّة الدَّولة الإسلاميَّة آنذاك كان صراعاً بين قوى داخل دولة، ولم يصل إلى ما وصل إليه في وقتنا الحاضر، بالتالي صلاح الدين خَدَم الكورد أكثر ما خدم هؤلاء المُتَّهِمِينَ له؛ فدولة صلاح الدِّين حملت مع طابعها الدِّينيِّ الإسلاميِّ الكثير من الشَّواهد الكورديَّة والعادات والتقاليد الكورديَّة، لاسيَّما أنَّ المصادر تُؤكِّد بأنَّهم كانوا يتحدَّثون مع بعضهم البعض بالكورديَّة، حين يتعلَّق الأمر بالأمور الخطيرة والهامة، فضلاً عن نقلهم لتراثهم في اللِّباس والعادات والتقاليد إلى أغلب المناطق التي تواجدوا فيها، هذا من حيث التَّاريخ الكورديِّ الخاصِّ، ومعروف تاريخيّاً ما قدَّمه الأيُّوبيُّون للتَّاريخ الإسلاميِّ.

**ما قيمة الرأي والرأي الآخر بين أبناء الأمّة القائم على الحوار السِّلميِّ، في ظلّ المُتغيّرات والتحديّات لدولنا وشعوبنا، التي تواجهنا جميعًا بلا تفريق بين عربيٍّ وكورديّ وتركمانيّ؟.

– وجود الفوارق القوميَّة الانتمائيَّة أمر واقعيٌّ لا مفرَّ من الاعتراف به، ووجود طموحات قوميَّة لتلك الأقوام أمر آخر لا يمكن إنكاره، ومحاولة كلّ طرف التمسُّك بما لديه من طموحات، والسَّعي من أجل ثبيت وجوده، ومحاولة إيجاد موطئ قدم له أمر لا مفرَّ منه أيضاً، حتَّى لو أتى ذلك على حساب القضايا العامَّة، وذلك ما جعلني أن أكتب في مقال لي: بأنَّ الوطنيَّة الشرقيَّة لا تتوافق مع القوميَّة، حيث أشرتُ إلى أنَّ القوميَّة قائمة على مفهوم مُغاير للوطن، والواقع التاريخيّ يُبرهن مقولتي هذه، ومع ذلك فالرُّؤية التي نتبنَّاها حول ذلك التغايُر القوميِّ؛ تعتمد في الأساس على الحوار والتسامح؛ لأنَّه طوال تاريخ الصِّراعات في الشَّرق الأوسط لم نجد حلًّا لقضيَّة خلافيَّة قوميَّة مذهبيَّة دينيَّة بشكل قطعيٍّ وجذريٍّ ونهائيٍّ، بالعكس تماماً فكلُّ الخلافات والصراعات دائماً تُسقى من خلال انبعاث النَّعرات، وتتسبَّب في أضرار بالغة وجسيمة ليس على المستوى الماديِّ فحسب، إنَّما على المستوى البشريِّ أيضاً؛ فالدماء تُراق وكأنَّها لا حُرْمة لها، والإنسان يُهان وكأنَّه لا حُرْمة له، والإنسان في الأصل هو القيمة الوجوديَّة الفعليَّة للوجود الكونيِّ، ولكن للأسف الابتعاد عن الحوار والاعتراف بحق الإنسان الآخر في الوجود؛ يدفعهم للتنازع والنزاع، يتحكَّم به العقليَّة القبليَّة، والحمِيَّة العصبيَّة. بالتالي يعيدُ الإنسان ويكرِّر نفسه من خلال طمس معالم وجود الآخر بالقتل والدَّمار الذي يلحقه بكلِّ شيء، مع العلم بأنَّ الحوار والتفاهم هو سبيل جَدَليٌّ مرافقٌ لكينونة الإنسان نفسه، ويمكن للإنسان استفعال تلك الخاصيَّة الجدليَّة، وتوظيفها لأجل إبقاء إنسانيَّته محلَّ ثقة وخدمة الإنسان.

بطاقة تعريفيّة:

 جوتيار تمر صديق من مواليد : 14-7-1972دهوك / إقليم كوردستان العراق. حاصل على دبلوم في اللغة العربية والعلوم الاجتماعية من معهد اعداد المعلمين1991-1992.

– بكالوريوس تاريخ/ كلية الآداب – جامعة دهوك 2004-2005.ماجستير تاريخ العصور الوسطى/ كلية الآداب – جامعة دهوك 2009-2010.طالب دكتوراه تاريخ العصور الوسطى / جامعة دهوك.

مدرس في وزارة التربية. محاضر في الجامعة/ معهد ئارارات التقني/ قسم التسويق، ومحاضر في جامعة دهوك / كلية الآداب/ قسم الدراما.

كـــتب ونشر العديد من البحوث والدراسات الأكاديمية والمقالات والنُّصوص الأدبيَّة من مسرح وقصة وشعر ونقد في الصُّحف والمجلَّات المحلية والعربية.

 

الاصدارات:

-كتاب تاريخي بعنوان(الكورد القيمرية في القرنين السابع والثامن الهجري/ الثالث عشر والرابع عشر الميلادي). دمشق.

-كتاب بشر يمتهنون صناعة الآلهة) دمشق.

-كتاب (أمراء في الدولة الأيوبية) دمشق.

-كتاب (العلاقات الاسلامية الكوردية في ظل الحكم الأموي) دمشق.

-كتاب (الفتح الاسلامي لكوردستان بين التفسير الديني والمنطق التاريخي دراسة تحليلية نقدية) دمشق.

-كتاب( مشكلة قطع الطريق عن الكورد في العصر الاسلامي الوسيط دراسة سوسيولوجية نقدية تحليلية نقدية) دمشق.

-كتاب (قراءات حول الارهاب)نشر إلكتروني في ألمانيا.

-كتاب (البركان الذي لا يخمد) قراءات في أوضاع الشرق الأوسط والقضية الكوردية، نشر الالكتروني في ألمانيا.

-كتاب (جنوب كوردستان آراء واحداث) نشر الالكتروني في ألمانيا.

-كتاب نقدي بعنوان قراءات نقدية لنصوص كوردية مترجمة من الشعر الحديث (ترجمة ونقد).

-ديوان شعر صدر  في مصر (سيبل).

-مجموعة قصصية ومسرحية بعنوان (موت اكبر من موت) بغداد.

-الدوافع الشعرية عند هلكورد قهّار، وتنوع مصادره (كتاب نقدي) دمشق.

-مجموعة قصصية بعنوان (صور من ذاكرة شاب) نشر إلكتروني.

-مجموعة خواطر (السبية والمطر) نشر إلكتروني.

كما شارك بالعديد من دواوين الشّعر المشتركة فيما بين الشعراء من مختلف الأقطار العربيّة. كما تُرجمت الكثير من نصوصه الى الفرنسية والايطالية والانكليزية من قبل كتاب وأدباء من سوريا وتونس والمغرب.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!