الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الإعلامي والكاتب محجوب بنسعلي في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الإعلامي والكاتب محجوب بنسعلي
1. كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
محجوب بنسعلي إعلامي ومنتج مغربي، يلبس أحيانًا قبعة الفنان وأحيانًا أخرى قبعة الكاتب، لكنه يعود دومًا لأصل الحكاية “الإعلام”.
2. ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
حالياً بدأت قراءة رواية “الحاج ألمان” لإبراهيم عيسى، وتبقى رواية “جوني أبلسيد حامل بذور التفاح”، أجمل ما قرأته إلى حدود اليوم، وكان ذلك في سنوات الصبا، وإن لم تخني الذاكرة فالأمر يعود إلى سنوات التسعينات، لكن أثرها لازال قائما في دواخلي إلى اليوم.
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
بدأت الكتابة منذ الطفولة، كنت دومًا شغوفًا بالقراءة و الكتابة، كنت ألقب في طفولتي ب “محجوب بو الجرائد” بمعنى محجوب صاحب الجرائد، لأنني كنت مولعًا بشراء الجرائد والتهام موادها إلتهاماً.
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
سأجيبك وبدون تردد، إنها مركز الكون، الحسيمة جوهرة البحر الأبيض المتوسط، فبين دروبها و أزقتها تتناثر أجزاء من سيرتي، من ذاكرتي، بين دروبها أتذكر طفولتي، مراهقتي، هناك في الحسيمة دومًا بقايا مني أشتهي في كل لحظة العودة للقاء بي هناك.
5. هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
لايوجد مبدع في مختلف المجالات يستطيع أن يجيبك بأنه راضٍ عن إبداعاته، ومن سيقول ذلك فهو “مغرور” لا أقل و لا أكثر، المبدع في بحث دائم عن الكمال، عن الإتقان، عن الرضا، وهو ما لا يمكن بلوغه أبدًا لأن النفس متعطشة دومًا للأفضل، للأجمل…
6. متى ستحرق أوراقك الإبداعية وتعتزل الكتابة؟
لا أعتقد أنني سأصل يومًا إلى هذه المرحلة لأنني أكتب بحب وعن حب، ولا أكتب من أجل رضا الناس جميعًا ، فهي غاية لا تدرك، وبالتالي سأعتزل الكتابة يوم ستعزلني الحياة.
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
تمنيت أن أكون كاتبا لرواية “بعد الغروب” للكاتب المصري محمد عبد الحميد عبد الله، رواية رومانسية جميلة تنقلك إلى عوالم المجتمع المصري مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، من أجمل الروايات التي قرأتها.
بطبيعة الحال للكتابة طقوس تختلف من كاتب لأخر، شخصيًا غالبية ما أكتبه يكون في جوف الليل، حيث الهدوء و الصمت يضفيان على الكلمات رونقًا وجمالًا خاصًا.
8.هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
بطبيعة الحال للمبدع و المثقف دور أساسي ومحوري في المنظومة الإجتماعية، فالمجتمعات الإنسانية لا تحيى فقط بالأكل والشرب، بل تحتاج لغذاء العقل من فكر و أدب وفن، وهو ما يقدمه دومًا المبدع و المثقف، شريطة أن لا يكون ذلك إنطلاقاً من أبراج عاجية يسجن فيها المبدع و المثقف نفسه تحت سيطرة “الأنا” المتضخمة، فالإبداع المنبثق من عمق المجتمع يؤدي دومًا وظيفة إيجابية في تهذيب المجتمعات والرقي بمستوياتها المعيشية و الثقافية والتواصلية وهو شيء مهم.
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
بطبيعة الحال السؤال يلمح بشكل غير مباشر لفترة الحجر الصحي الإجباري إبان إنتشار وباء كوفيد١٩، وهي العزلة الأكثر صعوبة في تاريخ هذا الجيل، لكن بالمقابل يمكن إعتبارها نعمة كانت غير منتظرة بالنسبة للكتاب، فهي كانت فرصة ذهبية للكتابة، لإتمام المشاريع الأدبية التي حكمت عليها ظروف الحياة اليومية بالتوقف، أو التأخر لسنوات، وشخصياً كانت فرصة ممتازة لإتمام وتصحيح كتابي الأول “١٠ قصص نجاح…من الصفر إلى القمة”، والذي صدر حديثًا عن دار التوحيدي للنشر بالمغرب، وتم توقيعه بالمعرض الدولي للنشر و الكتاب الأخير بالرباط عاصمة المملكة المغربية.
10. شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
لست أدري لماذا كنت دومًا أتمنى لقاء الكاتب المغربي العالمي، الراحل محمد شكري، ربما لأنه أول من أدخلني إلى عالم الرواية و السيرة الذاتية من خلال كتابه الأول “الخبز الحافي”، أو ربما لأنه يشبهنا كثيرًا نحن القادمين من مدن الريف أو مدن الهامش كما يحلو للجميع تسميتها.
11. ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
ثقتي بأشخاص قربتهم إلي ومنحتهم ثقتي، دافعت عنهم في غيابهم ولكنهم طعنوني في غيابي بكلام لا يسمن ولايغني من جوع، لكنه هادم للثقة.
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
أحيانًا يبقى الوجع و الألم، وربما أحيانًا مجرد ذكريات وفقط…
13.صياغة الأدب لا يأتي من فراغ، بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية.
حدثنا عن اصدارك الأول (قصص نجاح ).كيف كتب وفي أي ظرف؟
دعني أخبرك في البداية أن الكتاب هو النسخة الورقية و المعدلة و المنقحة لبرنامج “قصص نجاح” الذي تم بثه على القناة الثامنة المغربية سنة 2017، وهو برنامج إستضفت فيه ثلاثون شخصية مغربية ناجحة بمسارات مختلفة ومتعددة، بعد بث البرنامج والتفاعل الكبير مع حلقاته، راودتني فكرة تحويله إلى كتاب قد ينير طريق الأجيال القادمة عبر سرد قصص نجاح شخصيات مغربية إنطلقت من الصفر وأحيانًا كثيرة من تحت الصفر، لكنها إستطاعت أن تتحدى كل الصعاب لتثبت للجميع أن النجاح ليس مقتصرًا على فئة معينة، بل هو ثمرة مجهود و اجتهاد دائم.
هكذا بدأت الفكرة بكتابة الجزء الأول الذي صدر حديثًا، في إنتظار أجزاء أخرى أشتغل عليها حالياً.
14. ماجدوى هذه الكتابات وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى هذه الكتابات ليسكن الأرض؟
سؤال منطقي ويطرح نفسه بقوة خصوصًا في ظل الإنفجار الإلكتروني وسيطرة مواقع التواصل الإجتماعي على حياة الناس، وبالتالي يطرح الكاتب السؤال ذاته، لمن أكتب؟
والجواب أننا نكتب للتاريخ أولاً لحفظ جزء من تراثنا وثقافتنا وهويتنا التي تختزلها هذه القصص التي أرويها بتفاصيلها الدقيقة أحيانًا كثيرة، وبالتالي فالكتابة هي حياة ثانية أو ربما لنقل مجازًا هي تأشيرة عبور نحو المستقبل.
15.كيف يتعايش الإعلامي مع الفنان والمنتج تحت سقف واحد في حياة الكاتب محجوب بنسعلي؟
هناك تكامل بين هذه الشخصيات المتعددة التي تسكنني، ولا أعتقد أن هناك حواجز بينها، فهي تتكامل بينها وتتلاقح وتتطور بشكل تضامني، هذا دون نسيان محجوب الأب فربما هي نتاج كل هذه القبعات .
16. كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل
الاجتماعي؟
لها إيجابيات كثيرة، ولها أيضًا سلبيات، لكن يبقى النشر التقليدي يتمتع بنكهة خاصة جدًا ، فأن تقرأ كتابًا ورقيًا ليس بنفس اللذة التي تقرأ فيها كتابًا إلكترونيًا ، لكن يبقى للناس فيما يعشقون مذاهب.
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
أسوء ذكرى : يوم وفاة والدي رحمه الله يوم 26 فبراير 1998، وكأن شيئًا ينقصني إلى حدود اليوم، كنت أتمنى أن يشهد بعضًا من خطواتي البسيطة.
أجمل ذكرى : يوم رزقت وزوجتي بمولودنا الأول، وحملته من قبل والدتي التي رأيت في عينيها فرحة لذيدة لا توصف، لأنه أول إبن من جهة الإخوة الذكور يحمل إسم محمد أنير ، وفاءا لروح والدي وحمه الله.
18. كلمة أخيرة او شيء ترغب الحديث عنه؟
شكرًا على هذه الإستضافة الجميلة، وليتذكر كل من سيقرأ هذا الحوار أن قصص حياتنا متشابهة من حيث العنوان “خلقنا من التراب، ونأكل منه، وسندفن فيه يومًا “، عيشوا بعفويتكم وطهروا قلوبكم. مع محبتي

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!