أجتماع موسكو .. وأغتيال ألسفير ألروسي

آفاق حرة
ناصر ميسر 

سرعة انعقاد اجتماع موسكو بين الاطراف ألمعنية بالشأن السوري (( روسيا أيران تركيا))
لم يكن من أجل وقف نزيف ألدم ألسوري بشكل عام ووقف ألاعمال ألوحشية في حلب بشكل خاص ..وأنما سارعت روسيا لعقد هذا الاجتماع ..بعد أن أقتنعت بأن العالم كل العالم بدأ ينظر الى روسيا نظرة وحشية غير أنسانية .. أضافة الى ذلك أن روسيا تحاول بهذا الاجتماع أبعاد الولايات المتحدة الامريكية عن أي مبادرة تهدف الى وقف أطلاق النار في سوريا وأيجاد حلول سياسية لهذه ألازمة…. أضافة الى ان هذا الاجتماع والاعلان الصادر عنه والذي سميٌ بأعلان موسكو يشكل تحدي للامم المتحدة ..وعدم الاعتراف بكل القرارات التي صدرت عنها بشأن الاحداث في سوريه؟؟ وألسعي الى أثبات وجودها أمام ألعالم كقوة كبرى مستقلة في قراراتها
بعيدا عن التاثير ألامريكي وألامم ألمتحدة و
بايجاز فأن ألاعلان وخارطة طريقه
يهدف الى وقف أطلاق النار في سوريا وأشراك المعارضة السورية في العملية السياسية دون أستبعاد لنظام الحكم فيها .. وألغريب بهذا الاجتماع والاعلان أنه لم يأخذ بنظر ألاعتبار لرأي المعارضة السورية ..وكأن ألمجتمعين ألثلاثة هم أوصياء على سوريا وشعبها ..؟؟ وبأعتقادي وتحليلي المتواضع أن مانتج عن هذا الاجتماع سيشق ألمعارضة ألسورية ألى شقين ..ألاول سيعارض فقرة مشاركة ألنظام ألسوري في خارطة ألطريق التي رُسمت في ألاعلان ..بسبب ألمذابح التي ارتكبها النظام بحق المعارضين والابرياء من الشعب السوري ..
وألثاني قد يوافق على كل ماجاء بهذا الاعلان مجبرا بعد ان خذلته الامم ألمتحده وأشقائه ألعرب وحتى حليفه ألاول ((تركيا )) وقبل هؤلاء خدعته الولايات المتحده الامريكية طيلة فترة حربهم مع النظام ..حتى انها لم تفي بالتزامتها بشأن تسليحهم باسلحة متطورة واهمها مقاومة الطائرات ..وتركتهم كما تركهم العرب حطب لجحيم الاسلحة الروسية الفتاكة ؟..
وربما سائل يسأل لماذا هذا التحول في الموقف التركي تجاه القضية السورية بعد أن كان حليفها الرئيسي .. أقول أن الاتراك أدركوا ومنذ قيام مضادات ألجو التركية بأسقاط الطائرة ألحربية الروسية ..أن ألامريكان قد تخلوا عنهم وتركوا تركيا في موقف لا يحسد عليه كاد أن يعرضها الى مواجهة عسكرية مع الروس ..رغم ان تركيا عضو مهم وفعال في حلف الناتو الذي تتزعمه الولايات المتحدة الامريكية ..؟
وألاهم من ذلك أن تركيا أكتشفت أن امريكا وراء محاولة ألانقلاب العسكري الفاشل
وانها رفضت تسليم المعارض التركي ((غولن )) ألمتهم لدى السلطات التركية بأنه وراء عملية الانقلاب العسكري الفاشل ..؟؟
هذان ألسببان هما من جعل السلطات التركية تتجه بسرعة شديدة الى تغيير موقفها من الوضع في سوريا وتغيير بوصلتها ألسياسية نحو روسيا ..؟؟ دون الاكتراث لما يحدث للمعارضة السورية ..؟؟
نعم هي مصالح ألشعوب فوق كل المبادىء .. لأن العالم اليوم يعيش بلا اخلاق ولا تعهدات مضمونة ..وهذا ماادركه الرئيس التركي أردوغان ..
أما عن تداعيات أغتيال السفير الروسي في تركيا ..فقد حاول الاعلام العالمي ورسائل التعزية وألاستنكار التي ارسلت الى الرئيس ألروسي بوتين من قبل زعماء ورؤساء العالم .. ووصف ألعملية بانها عملية ارهابية .. ماهي ألا أستهانة بمشاعر العرب والمسلمين ..وكأن ألجرائم الوحشية وأستخدام ألاسلحة ألمحرمة في أبادة ألشعب ألسوري في حلب لم يحرك مشاعر ألشعوب العربية وشعوب ألعالم الاسلامي .. لا أيها ألسادة لقد كانت مظاهر ذبح الاطفال والنساء من أهلنا في حلب تحرق دماء كل عربي ومسلم غيور .. وجاء رد ألفعل سريعا عندما سنحت الفرصة لرجل امن تركي بقتل السفير الروسي في تركيا .. وقد أعلن القاتل صراحة بعد تنفيذ عملية الاغتيال ..أن فعله هذا جاء انتقاما للمجازر التي ارتكبتها القوات الروسيه من مذابح في حلب .. وكيفما تكون عملية الاغتيال بشكل فردي ..أو بتخطيط مسبق .. فالحقيقة كل الحقيقة تؤكد أنها جاءت بدوافع أنتقام ..قد تتكرر هنا أو هناك .. أو قد تتعرض المصالح الروسية في العالم الى هجمات اخرى ..؟؟
نحن لا نشجع الى ارتكاب اعمال ارهابية تستهدف الابرياء من شعوب العالم ..باي مكان من هذه المعمورة ..ولكننا نحلل ونعطي وجهة نظرنا ألمتواضعة في الحوادث التي تقع في العالم ..؟؟
وأخيرا أعتقد أن الولايات المتحدة الامريكية ..أستطاعت جلب سوريا الى الوحل السوري ..وحاولت تحويل نظرة الشعوب العربية من عدائها مع أمريكا ..الى عدائها مع روسيا …كما فعلت سابقا ونجحت في تحويل الصراع من صراع عربي أسرائيلي الى صراع عربي أيراني
تمنياتنا أن تعيش شعوب العالم اجمع بسلام