ارحل عني قليلا/ بقلم:إدريس سراج(فاس – المغرب)

دربان ,
لا ثالث لهما .
درب تختاره بنفسك
لنفسك .
و درب يختاره لك غيرك لك .
فرت الألوان من عيني .
لا أرى غير سواد ليل طويل.
أو بياض كفن كئيب .
الموت .
أنت لست سيدي.
أعلم أنك تطاردني .
أعلم علم الحكيم
ببواطن الأنين ,
أنك في نهاية هذا النفق اللعين .
انتظرني ,
لدي نفس أطول مما تتصور .
لا زالت حروب بيننا
سنخوضها سويا .
لا زال مداد قلبي يسيل ,
كلما اشتعلت الصور .
لا زال الماء و لو شحيحا
يجري بنهر روحي .
فارحل عني قليلا .
و اترك آثار نعليك
على سديم صحرائي .
لأذكرك قليلا أو كثيرا .
و انتش بفتوحاتك العديدة .
إنا لا نرغب فيك ,
إلا قليلا .
شئت / بفتح التاء / و لم أشأ
لا زالت سمائي تمطر قليلا
أو كثيرا .
فابتعد عني قليلا .
تصيبني دهشة كبيرة ,
حين أحلق بحرفي بعيدا ,
بعيدا .
و الموت يأتيني
من كل جهات القلب .
لكنه لا يبلغ روحي .
فهي دائما محلقة في سماء .
لا زال الموت يجهلها
قليلا أو كثيرا .
و الحزن يذرو رماده
على سماء حروفي .
و يحنو على صوري
كأم فقدت صغيرها للتو .
مشتعلا بالضجر .
منتعلا ريح الصحاري .
متدثرا بالهزائم عينها .
أخطو باتجاه وحدتي
و نسيح في لهيب الروح كثيرا……

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!