لقد كانتِ القريةُ الحصْنَ، لكنّها لمْ تعدْ؛
ما تبقّى لنا الآنَ منها: تلفّظُنا سحْرَ أحرفِها.
ينعتُ الأهْلُ أولادَهم بالطيورِ.
نعمْ، نحنُ كنّا الطيورَ، نعمْ
غير أنّا هبطنا على الطينِ
فاتّسخَ الريشُ!
مذ حينِها وإلى الآن نحن ندور ْ ؛
لم يكنْ قربنا شجرٌ
لنُصدَّقَ فعلًا بأنّا طيور ْ !
وكنا نقيسُ السنينَ بقاماتِنا،
من يكنْ أطولَ الصحْبِ؛
كنا نُسمّيهِ نحنُ الكبيرَ،
وقد كنتُ أصغرهم،
فالتفتُّ إلى الربِّ مستفسرًا، حَزِنًا
أنْ لماذا عجنتَ ترابَهمُ الرخوَ
من قبل عجْنِكَ بالماءِ يومًا تُرابي
لقد كنتُ أصغرَهم
غير أنّي تذكّرتُ ما كنتُ أغرسُهُ،
قلتُ للنفسِ حتى أصبّرَها:
لأكنْ أصغرَ الصحبِ،
لكنني الآنَ
أكبرُ
من وردةٍ عند بابِ