على أَحْزَنِ ما يُرام 1/ بقلم:رحيم جماعي (تونس)

(1)
قالت إِنّها…
تُحبّ السّفر
مِنْ يومِها وأنا على…
قَيْدِ الطُّرُقات.
(2)
النُّجوم شعراء…
نَفَتْهُمْ أوطانُهُم
فطاروا نحو الأعالي
يُضيئونَها مِنْ بعيد.
(3)
الّذي اخترع الباب…
كان في الحقيقة…
يَحْلُمُ بالدّخول من الشّوارع
ولَمْ يكن يملك بَيْتًا.
(4)
أعرفُ امرأةً…
لا تعرف كَمْ…
عَدَدُ عشّاقها
فَقَدْ كانت…وحيدة.
(5)
إشتريتُ حذاءً لقلبي
ورِفْقَةً خالصة…
مِنَ الأغاني الحزينة
لكن ينقُصُني الطّريق.
(6)
حين مات أبي…
لَمْ ينطفئ أيّ شيء
فَقَدْ كانت أمّي…
تُضيءُ بيتَنا…بالدّموع.
(7)
أعرفُ امرأة وحيدة
مقطوعة مِنْ…قلب
كلّما لَمَحَتْ عاشقيْن
صارت كلّها أحضانا.
(8)
إتّكِئِي عليه برِفْقٍ
أنا عمودُ الإنارة الّذي…
شاخ مِنَ الوقوف
على…عتباتِك.
(9)
لا أحدٌ يَمُرُّ بِبابي
لكنّني أفتحُه دائما
لاستقبال أَحِبَّتي :
قوافل الخيبات.
(10)
منذ رحيلِك وأنا…
أَمْلَأُ بالحجارة قلبي
فقط لِئَلَّا أطيرَ…
يا أبي خفيفًا إليك.
(11)
خمسون عاما…
وأنتِ عارية
مِنَ العصافير يا…
شجرة العُمْر.
(12)
أَنْفَقْتُ عمري في انتظارك
حتّى بَنَتْ…
عصافير قلبي…
أعشاشَها في شُرفتِك.
(13)
لا يُحزنُني سوى…
رحيلك الفاجع يا أبي
يُذَكِّرُني بِأَنّنا في رمضان
كانت لنا طاولة.
(14)
خمسون عاما…
أَنْفَقْتُها مرفوعَ الحنين
حين مَرَرْتِ…
طَأْطَأْتُ قلبي.
(15)
كلّما ارتفعتْ حرارتي
لا أذهبُ إلى الطّبيب
لِئَلَّا يتفطَّنَ إلى مسمارِكِ
في قلبي ويَنْتَزِعُهُ.
(16)
كانت لقلبي…
أَحْذِيَة كثيرة…
حتّى أَكْثَروا…
مِنَ الأرصفة في بلادي.
(17)
أعرفُ رسّاما…
يَجُوبُ شواسع العالم
ولا يرسم سوى بلاده
مَرْشُوشَةً بالمقابر.
(18)
بتوقيت الحنين…
حانَ الآن…
موعد احتساء الخذلان
مع…طيفك.
(19)
وحدَها أمّي…
تقترب كلّ يوم مِنْ أبي
أبي الّذي في قبره البارد
يشعرُ بالوحدة.
(20)
لستُ أبكي…
أنا أُخْرِجُ…
مسامير “الأصدقاء”
مِنْ…قلبي.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!