مِن مُذكِّرات أوكالِبتوس مَنفيَّة/بقلم:حسين المحالبي

وقبلَ بُزوغِيَ المَوعودِ
كانَت سِدرَتي حَقلًا
وكانَ تصاعُدي بَذرَهْ

ولَم تكُنِ القَصيدةُ داخِلي
أو كنتُ داخلَها
لقد كُنَّا شُعاعَينِ،
اصطدَمنا ذاتَ مُنعَطَفٍ
فكانَ الشِّعرُ بالفِطرَهْ

وحينَ تَجَذُّري
أخلَصتُ للمَولى قَرابيني
فأخلصَ روحِيَ البَيضاءَ
أَلقى في يدِي سِحرَهْ

وقالَ اصعَدْ إلى الأَعلى ..
إلى الأَعلى منَ الأشياءِ دومًا تصعَدُ الفِكرَهْ

—–

أنا وهَجُ التسارُعِ والعلوِّ
نديمُ أغصاني الرِّياحُ
ومَنطِقي ما ليسَ يَفهمُهُ الترابُ ولا الندَى

أَتلو خُلاصَةَ زَيتِيَ العَالي،

أفُضُّ الذَروَةَ العَذرا..

وأُغري الأفْقَ أن يَعرى
.

صُعودي طعنَةٌ في الشكِّ
-بالشكِّ الكَثيرِ عَرفتُني جدًّا،
وصارَ اللاوضوحُ بداخلي صَحوًا-

أُعاني من دَبيبِ الضَّوءِ في جَسَدي

ومِن حَوزي على الأشياءِ قبلَ أَوانِها
من حُزنيَ الأَبدِي

وكلِّي واقِفٌ بِتفَرُّدٍ لا أشتَهي أحَدًا
ولا أحَدٌ هنالِكَ يشتَهي أحَدِي!
.

تُراوِدُ غُربَتي أفكارُ (أفلاطونَ)
أحمِلُ داخلي سفَرًا منَ الكلِماتِ
أحلُمُ بالمدينةِ والحياةِ المُشتهاةِ
وأن أفلسِفَ صورَةَ العاديِّ
أن أرنوُ إلى حرِّيَّتي لا نحوَ قَبري
أن أعيشَ العُمرَ لَو مَرَّهْ.

—–

ولا أَدري ..
نَفَتْني الأرضُ للصحراءِ مِن جَذري،

مُصابًا بالتِّراجِيدِيِّ،
مُتَّهمًا بأحلامِي، ومَصلوبًا علَى فِكري!

لأنَّ يَدي تحاولُ أن تطيرَ؛ تُساقُ للأَسرِ!

لأنِّي باحِثٌ في اللهِ عن أسرارِهِ الحُسنى؛ إلَيَّ يُشارُ بالكُفرِ!

لأنِّي سابِقٌ عُمري ..!
.

ولا أَدري ..

خَيالي صارَ مَحدودًا، وشِعري لَم يعُدْ شِعري ..

وحظِّي/الماءُ مَثقوبٌ
وبعضُ الماءِ لا يَجري ..
.

أنَا لَم أجتَرِحْ فجرًا ولَم أرفُضْ ندَى فَجرِ،

ولم أقطَعْ طريقًا مرَّ منِّي،
لم أعكِّرْ فِطرَةَ الجَريانِ،
قَدَّمتُ الكثيرَ مِنَ الظلالِ،
عزَفتُ مُوسيقايَ للعشَّاقِ والشُّعَرا..،

صَبرتُ على ظَمَا (الأرضِ اليَبابِ) وجَورِها،
وتوَقُّدِ الخَشَبيِّ في صَدري،

ورميِي بالأَقاصِيصِ الحَزينَةِ،
بالوَصايا،
بالمُنى ..

وعلى لظَى فأسٍ يُجرِّحُني ويؤلِمُني

-وقَد ربَّيتُهُ وَهَنًا على وَهَنِ-

وإن عادَت بهِ الأيَّامُ مُعتَذِرا،

فلستُ بقابِلٍ عُذرَهْ ..

عَزائي أنَّني شَجَرَهْ!

ولا أَدري ..
ولا أَدري ..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!