جدلية العشق والوطن في ديوان (ولادة عشق في ليلة ماطرة – للشاعر صبحي الششتاوي) بقلم الروائي- محمد فتحي المقداد

لصحيفة آفاق حرة:

_______________

جدلية العشق والوطن
في ديوان (ولادة عشق في ليلة ماطرة – للشاعر صبحي الششتاوي)

بقلم الروائي- محمد فتحي المقداد

“ولادة عشق في ليلة ماطرة” عنوان ورفدٌ جديد للمكتبة الأدبية العربيّة. للصديق الشاعر “صبحي الششتاوي”. الذي كان يترصّدني في لقاء ثقافيّ ذات أمسية؛ ليبثّ الفرحة في قلبي، وينثر ضياء كلماته، وقصائده في روحي. وكانت نُسختي المُهداة، لأنه يعلم مدى اشتاقي.. وامعاني في انتظاري للقائه، ومباركتي له بمولوده الأدبيّ البِكر.
أثارني العنوان المؤلف من خمس كلمات “ولادة عشق في ليلة ماطرة”.
بالتأمل في هذا العنوان تبدّى لي، بأن: الولادة تأتي بعد طول انتظار، حمْل ثقيل ومُكابدة على الحامل.
أمّا العشق فهو حالة إنسانيّة عامّة، يتشاركها أبناء البشرية على مختلف انتماءاتهم، وهو سِمة الطبع السليم المُتعطش حُبًا للمعشوق، ولكلٍ مذهبه فيما يعشق.
وتهيأت عن الوصول إلى الكلمة “في” حرف الجرّ بدلالته المهيّئة للدخول في شيء.. في حالة.. لتتضح بذهني علاقة جديدة رابطة بين ولادة العشق، التي جاءت مُعرفة للتأشير الدقيق على شيء مُعين، اتضحت معالمه في النص الأول من الكتاب “ثنائية الحياة”.
و”ولادة العشق” في “ليلة ماطرة”، وكأنّي بمخاض الولادة في ليلة مُكملة مُتممة لنهار مضى، لكنّها مُبشرة بميلاد فجر ماطر، والمطر دليل توالد الحياة الجديدة المُتَوثّبة باتّقادٍ لرسم ملامح مضيئة.
وفي النصّ الأول ربط ربما يكون موفقًا: “من رحم الأيام/ وبعد مخاض عسير جاءت ولادة العشق/في ليلة ماطرة”. من رحم الأيام قصة في قصة وجع، وبعد مخاص عسير مؤرّق، ليأتينا الجواب مباشرة من الشاعر: “كأنها الحياة الني جاءت بعد الموت” و “أخذت تشقّ طريقها في الظلام”. و”لترى النور، وتبصر فجرها الجديد”. هذه المقدمة المتفائلة بمستقبل مشرق، للخروج من حالة كانت من ثمرات النكسة بدليلها حزيران: “وقطفنا ثمراتها في حرّ حزيران”. و”تناقلتها رياح الموت الأصفر”. و”الذكريات ارتحلت، والحزن راحلتها” كل ذلك جاء على محمل الذكريات بعد سنوات طويلة من التشظي والضياع، ليقفل النص بعبارة: “وفي كل ركن حكاية وتاريخ”.
بهذه الاقتباسات من النص “ثنائية الحياة”، بلا تأويلات ولا تحليلات.. و بالتدقيق التأملي، تتجلى تفسيرات العنوان، تأتي من جديد لتأويل قضية للعشق الأبدي للوطن، للتراب، للذكريات، للأحلام، للآمال، من نافذة رمزية ألفت بمفاتيحها، لفتح باب الوطن من جديد في عيون العاشقين له.

عمّان – الأردنّ
17/ 6/ 202‪1

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!