إنتخابات ثيرابي/ بقلم وائل احمد مكاحلة

14333027_10154553158011941_2194996784303930097_n.
.
بعد سنوات قضيتها أتصفح كتب علم النفس وأنهل من خلاصات تجارب “فرويد” وتلميذه “يونغ”.. أستطيع أن أتفهم جدا سايكولوجية عشق الإنسان للتكلم عن نفسه مع وضع البهارات اللازمة ليشد المستمع إذا لم يكن يتمتع بالكاريزما المطلوبة، أستطيع أن أتفهم ولعه الدائم لتفخيم نفسه والكلام عن إنجازاته السرابية في وطن تصحر جرّاء الوعود.. ولم تنبت فيه صبّارة واحدة تشي بأن القادم أجمل، أستطيع أن أتفهم أن الواقف أمام مكبر الصوت يستعذب جدا حقيقة أن صوته يتعدى الشريحة الصغيرة الماثلة أمامه، ليصل إلى شرائح أخرى امتهنت التصفيق ليتشجع ويتكلم عن نفسه وشعاراته أكثر..

بعض الهتافات المستهلكة:-

منكم وإليكم: عنوان برنامج جماهيري قديم كان يعرض على القناة الأرضية السورية ولا يصلح شعارا انتخابيا..

معا ضد كذا: شعار كان يتردد على أفواه أبطال مسلسلي الأطفال الشهيرين الحوت الأبيض والكابتن ماجد، أيضا لا يصلح للواقع..

أي عبارة تبدأ بــ سوف: قل إن شاء الله بعدها يا أخي..

لن أخذلكم: سمعناها منك وممن قبلك كثيرا.. وخذلتمونا…!!

أوصلوني إلى المجلس وسأغيّر: آخر مرة سمعناها من مرشح أوصلوه ليصبح رئيس حكومة وعبث بأسعار غياراتنا الداخلية…!!

ما لم أستطع فهمه هو سايكولوجية الجماهير العريضة التي لا زالت تلدغ من ذات الجحر، ولا تتردد مع ذلك في الحضور وترديد ذات الشعارات مع ذات المرشحين في ذات الخيام والمقرات في كل مرة..

أبدا.. ولا أظن أن “فرويد” يستطيع بالتعاون مع “يونغ” أن يحل طلاسم هذا اللغز مهما حاول…..!!!
_____________________________________

وائل أحمد مكاحلة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!