المرأة عبر العصور/بقلم/ زاهدة العسافي (الجمهورية العراقية )

عندما تكتب امرأة شيئاً مؤلما عن حالات النساء تكون قد كتبت بإحساسها الحقيقي أي ما يشعرن بها النساء فعلاً ، مهما كانت الظروف متاحة للمرأة أن تتعلم وتدرس وتكون في مستوى معقول أو عالي من الثقافة ترى أن هنالك حواجز تحول دون تحقيق طموحها أو إبراز ما بداخلها أو تحقيق هدف رسمته لنفسها وذلك لان القرار ليس بيدها تماماً ، هذه المعوقات التي تقف حاجزاً امام طموحها واحلامها يجعلها مثل الماء الذي ينحسر في مكان حتى ينطلق على شكل شلال قوةً هادرة تفاجيء الجميع أنها لم تكن بمستوى الضعف والخنوع والاستسلام الذي كانت تظهر فيه ، لكنها كانت تصرفت بأكثر من حكمة ، وصبر وحساب لما حوالها ومن يخصونها من محبة ورباط روحي ، والا ، لا صعب على المرأة اتخاذ قرار مصيري أو مهم في جانب ما من جوانب حياتها ، لانها ببساطة متفاعلة مع هذه الحياة في أهم جوانبها وهي العطاء ، عطاء الامومة ورعاية الصغير وهدر الوقت له بسخاء ومد جسور الامان أمامه ليتربى بحب ، فكيف لمثل هذا البشر أن يكون قاصراً في ابجديات الحياة أو غير مؤهل لتحمل المسؤولية .
التاريخ البشري يحمل في طياته الكثير من القصص المفرحة لأدوار بشرية نسائية خلدهن التاريخ ونحن هنا لا نريد أن نذهب الى سبأ أو مملكة بابل أو نوقظ حمائم عشتار بقدر ما نكون منصفين في وصف نساء قادت ظروف بلدانها البائسة والهشة الى أن يحملن هوية جديدة( النازحة) ، تجولت في زوايا أرواحهن وخلجات دروب يومياتهن وما عانين الهجرة وترك الدار قسراً ليكنَّ منزوعات الكرامة ، لكن الارادة الفولاذية بقيت لديهن والماسة التي لفت أفئدتهن اصبحت اكثر صلابة وبريقاً من ذي قبل ، لان التحدي هنا هو صنع الحياة وانتزاع اللقمة من فم الزمن ووضعها في فم صغارها دونما شعور منها بالملل ، هي صانعة الحياة والأمل هي الرخاء وقت الشدة هي الصبر في كل أثواب الزمان التي ارتدتها المرأة ..
لمن يجود بحبه وتلاقيه للملمات لأمي واخواتي في أرض الرافدين الحبيبة أرض نبوخذ نصر وحمورابي صاحب الثمانية عشر عاما عندما تولى عرش بابل وكانت قوانينه تحكم جهلا العالم الاربعة عدلاً واقتصاصا من الذين اساءوا للبشرية
هذا بعض ما اردت إبرازه في كتابي الذي انتهيت من كتابته ( مأساة النزوح ، الاسباب والمعالجات )
ترقبوا صدوره بعد حين !..
_____
عضوة منتدى النورس الثقافي الدولي.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!