يشير معهد العالم العربي في باريس إلى وجود حالة من الفشل في طرح أنفسنا بقوة على المشهد الأوروبي. يحتفل المعهد على مدى أسابيع بعيده الثلاثين، حيث افتتحه فرانسوا ميتران في الثلاثين من نوفمبر 1987، وستزخر الاحتفالات بالموسيقى والضوء، وهذا الأخير هو المهم.
فواجهة مبنى المعهد تقريباً متفردة باعتمادها على مشربيات تحتوي على آلاف القطع من سبائك الألومنيوم والصلب والبرونز، وكان من المفترض أن تُفتح وتُغلق هذه المشربيات وفقاً لضوء اليوم واتجاهاته من خلال نظام توجيه آلي.
مع العيد الثلاثيني للمعهد تستعيد واجهته الضخمة نشاطها المتوقف من ربع قرن، فقد اعتراها خلل ما، بسبب سوء الاستخدام والاهتمام بأن يكون هذا المعهد أداة أساسية من أدوات الدبلوماسية الناعمة، إلا أن هذه المهمة لم تتم أبداً على المستوى المرجو منها، ولم يتمكن المعهد يوماً من أن يكون جسراً ثقافياً رئيساً بين الثقافة العربية والغربية.
ربما تذكرنا احتفالاته هذا العام بأنه مسؤولية كل الدول العربية، وأن هذا الصرح يمكن أن يتحول لمنبر لتحديث الفكر وتصدير صورتنا الحقيقية ومجابهة التطرف والانغلاق.